يتساءل العديد من الآباء والأسر الذين تعرض أطفالهم للتحرش الجنسي عما إذا كان بإمكان الطفل نسيان هذا الأمر مع بلوغه أو مع تقدم العمر. يتناول هذا المقال هذا السؤال الحساس، ليبرز أهمية التوعية حول هذه الظاهرة الخطيرة، ويقدم بعض التوجيهات والعلاجات التي يمكن أن تعين في مواجهة التحرش بالأطفال.

هل ينسى الطفل التحرش؟

تتعدد العوامل المؤثرة في إمكانية نسيان الطفل لتحرش تعرض له، حتى بعد مرور العديد من السنوات، ومن أهم هذه العوامل:

  • من الشائع أن يحتفظ الطفل بذكريات هذه الحادثة المؤلمة، خاصة إذا كان المتحرش من أقاربه، مما يؤدي به إلى الشعور بالصدمة وعدم القدرة على تجاوز الموقف.
  • يمثل عمر الطفل عاملًا مؤثرًا في قدرة الطفل على تذكر هذه الحادثة؛ حيث تزداد احتمالية نسيان الطفل للحادثة إذا تعرض لها في سن مبكرة.
  • إذا تعرض الطفل للتحرش عدة مرات، فإن هذا يجعل من الصعب عليه نسيان التجربة، لذا فإن التدخل المبكر يمكن أن يساعده في تخطي الصدمة والشفاء الذاتي.

أثر التحرش على نفسية الطفل مع تقدم العمر

من المعروف أن التحرش الجنسي يترك آثاراً نفسية على الأطفال حتى مع تقدمهم في العمر. ومن أبرز الآثار المحتملة للتحرش على الطفل مع مرور الزمن:

  • يمكن أن يؤدي التحرش إلى ضعف الشخصية، مما يجعل الطفل غير قادر على اتخاذ القرارات الهامة في حياته، مما يسهل السيطرة عليه من قبل الآخرين.
  • قد يؤثر على رؤية الطفل للجنس، مما يجعله يتجنب فكرة الزواج أو تكوين علاقات عاطفية.
  • الإصابة بالعدوانية والعنف في التعامل مع الآخرين، مما يسبب تزايد الشعور بالنفور من محيطه الاجتماعي.
  • قد يعاني الطفل من الانطوائية وصعوبة التواصل مع الآخرين.
  • يحتمل أن يعبر الطفل عن مشاعره المؤلمة بطريقة سلبية، مثل إيذاء نفسه أو محاولة إيذاء الآخرين رغبة في الانتقام مما تعرض له.

كيفية التغلب على ذكريات التحرش

يمكن تقديم الدعم للأطفال لمساعدتهم على تجاوز ذكريات التحرش، من خلال بعض النصائح المفيدة:

  • ينبغي على الأبوين العمل على محاسبة المتحرش، وإخبار الطفل بالعقوبات المترتبة على أفعاله حتى يدرك أن انتهاك حقوق الآخرين ليس بالأمر البسيط.
  • من المهم شغل وقت فراغ الطفل، خصوصًا في المراحل الأولى بعد اكتشاف الحادثة، لمساعدته في نسيانها.
  • يجب عدم تكرار ذكر حادثة التحرش أمام الطفل، لتفادي ترسيخ الذكرة في ذهنه.
  • ينبغي العمل على إبعاد الطفل عن المكان الذي حدث فيه التحرش.
  • يفضل تجنب عرض الطفل لمواجهة المتحرش مرة أخرى.
  • يمكن تشجيع الطفل على المشاركة في تمارين رياضية للدفاع عن النفس.
  • قد يكون من المفيد عرض الطفل على أخصائي نفسي بهدف معالجة آثار التحرش.

هل يحتاج الطفل إلى أخصائي نفسي؟

يستخدم عرض الطفل على أخصائي نفسي في حالات معينة، خاصة إذا كان الطفل غير قادر على نسيان الحادثة. إليك بعض الأعراض التي قد تشير إلى ذلك:

  • الشعور باضطرابات في النوم والقلق المستمر.
  • التعرض لمشكلات السلوك، مثل التحرش بالأطفال الآخرين.
  • تكرار تعرض الطفل لحوادث مشابهة.
  • زيادة السلوك العدواني تجاه الأبوين.
  • محاولة الطفل إيذاء نفسه أو التحدث عن رغباته في الانتحار.

في إطار الإجابة عن سؤال “هل ينسى الطفل التحرش؟”، من المهم الإشارة إلى أن بعض الأسر قد تغفل عن الانتباه لمشاعر أطفالها، مما قد يؤدي إلى تفاقم الوضع نتيجة عدم الإدراك العميق لتأثير هذه المواقف على نفسية الطفل وسلوكه. لذا، يجب على الأسر التحلي باليقظة والعناية لمتابعة أوضاع أطفالهم النفسية والتعامل معها بجدية.