المدينة القصير على البحر الأحمر

تعتبر مدينة القصير من المدن المصرية المهمة الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر. فيما يلي بعض التفاصيل الهامة حول هذه المدينة:

الموقع الجغرافي

تقع مدينة القصير على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر في مصر، حيث تبعد حوالي 140 كيلومترًا جنوبي مدينة الغردقة. من القرى البارزة في المنطقة قرية الحمراوين، وتغطي المدينة مساحة 7636 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 50,023 نسمة.

أهمية المدينة

تتميز مدينة القصير بتاريخها العريق كحصن دفاعي في العصور القديمة، بما في ذلك العهد الفرعوني والعهد الروماني. وقد قاد الفراعنة قبل آلاف السنين حملات بحث عن الذهب في هذه المدينة، حيث كان يتم نقل الذهب إلى مدينة قنا. كما تم إنشاء قلعة القصير في عهد السلطان سليم الأول، وما زالت قائمة حتى اليوم.

عند الحديث عن العصر الإسلامي، برزت مدينة القصير كوجهة حيوية، حيث كان ميناء القصير يعتبر من الموانئ الرئيسية التي كان يستخدمها الحجاج من مصر وشمال أفريقيا للوصول إلى الأراضي المقدسة في الحجاز. بالإضافة إلى ذلك، كانت المدينة نقطة انطلاق رئيسية للسفن التجارية التي تنقل البضائع من الهند والشرق الأقصى وأفريقيا.

التاريخ القديم

كان يُعرف عن مدينة القصير قديمًا باسم “تاو” خلال عهد الملكة حتشبسوت، حيث كانت تشكل مركزًا تجاريًا وميناءً رئيسيًا في ذلك الوقت. تعد القصير واحدة من أقدم المدن في المنطقة، وكان يستخدمها الرومان والفراعنة كنقطة انطلاق لأعمالهم التجارية، وقد شهدت المدينة ازدهارًا ملحوظًا في العصر المملوكي.

تاريخيًا، استخدمت الملكة حتشبسوت ميناء القصير لتنظيم رحلات تجارية إلى أرض بونت، بينما اعتمد العرب على الميناء في رحلات الحج. وفي عام 1799م، حاول نابليون بونابرت احتلال المدينة خلال حملته الفرنسية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

قلعة القصير

أُقيمت قلعة القصير بهدف حماية الحركة التجارية مع الهند، وقد تمت إعادة ترميمها وتجديدها لتصبح مركزًا جذابًا للزوار والسياح. تُعرض في القلعة مجموعة من الفعاليات المتعلقة بالتاريخ المحلي وعلم الآثار والثقافة.

يجدر بالذكر أن قلعة القصير تعرضت للاحتلال في العهد العثماني، وتلتها محاولة نابليون للاستيلاء عليها، ثم جاء الاحتلال البريطاني الذي جعل من القصير ميناءً رئيسيًا لها. كما استخدمت فرنسا هذه القلعة لقطع الإمدادات القادمة من شبه الجزيرة العربية إلى قادة المماليك.

السياحة في القصير

تستقطب مدينة القصير السياح من جميع أنحاء العالم نظرًا لكونها مدينة صديقة للبيئة. تضم المدينة العديد من الشعاب المرجانية التي تُعتبر وجهة مثالية لعشاق الغوص. بجانب المعالم التاريخية والحياة البحرية المتنوعة، يعتبر السوق في المدينة من الوجهات الجذابة، حيث يضم مجموعة من المنتجات المحلية المميزة.

علاوة على ذلك، يتميز المناخ في مدينة القصير بالاعتدال على مدار السنة، مما يُشجع السياح على زيارة المدينة في أي وقت.