كيف يمكنني التأكد من سلامة طفلي من التوحد؟ يعتبر التوحد، المعروف أيضاً باضطراب طيف التوحد، اضطراباً عصبيّاً يُصنَّف ضمن مجموعة من الاضطرابات التي تشمل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وصعوبات التعلم. يُعزى هذا الاضطراب إلى مشكلات تتعلق بالنمو العصبي، مما يؤدي إلى تأخيرات في اكتساب الطفل لمهاراته النمائية، بما في ذلك المهارات الحركية واللغوية والاجتماعية.
من الأهمية بمكان أن نذكر أن التشخيص الرسمي للتوحد لا يمكن أن يتم إلا بعد بلوغ الطفل سن ثلاث سنوات، وذلك لأن الكثير من الأهل قد يغفلون عن الأعراض والعلامات المبكرة التي تظهر على أطفالهم.
كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد؟
يُعتبر سؤال “كيف أعرف أن طفلي سليم من التوحد” من الأسئلة التي تثير قلق العديد من الأمهات. حيث إنه من المحتمل أن تظهر الأعراض السلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد في سنوات حياة الطفل المبكرة، ولكن يمكن أيضاً أن تظهر تلك الأعراض في الأعمار بين 12 و18 شهراً.
يمكن للأم التحقق مما إذا كان طفلها مصابًا بالتوحد من خلال مراقبة بعض الأعراض التي قد تواجهه خلال تلك الفترة العمرية. من بين هذه العلامات: امتناع الطفل عن النظر في عيونه أو عيون الآخرين أثناء المحادثة. ويمكن تفصيل الأعراض كما يلي:
الابتعاد عن الآخرين
يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى الانعزال أو الانفصال العاطفي عن عائلتهم والأشخاص المقربين منهم، حيث يظهرون قلة التفاعل مع الآخرين وقد يعبرون عن مشاعر الغضب أو العبوس. ويعود ذلك إلى نقصان قدرتهم على فهم الإشارات الاجتماعية مقارنة بأقرانهم.
نقص واضح في التعاطف
يواجه الأطفال الذين يعانون من التوحد صعوبة كبيرة في رؤية المواقف من وجهة نظر الآخرين. فهم يعتقدون أن الجميع يدرك العالم من نفس منظارهم، مما قد يؤدي إلى الارتباك وعدم فهم تصرفات الآخرين. علاوة على ذلك، يميل هؤلاء الأطفال إلى حدود ضيقة من المشاعر، مما يجعل التعاطف جزءاً بعيد المنال بالنسبة لهم.
عدم الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين
في الوقت الذي يكون فيه معظم الأطفال اجتماعيين بطبيعتهم، نجد أن الأطفال الذين يعانون من التوحد يفتقرون إلى التواصل المباشر، مثل عدم الالتفات إلى وجوه الآخرين أو تقليد تعابير الوجه أو حتى الإمساك بأيديهم أثناء اللعب، كما أنهم لا يظهرون اهتماماً في الانخراط في الألعاب والأنشطة التفاعلية.
عادةً ما تظهر هذه الأعراض عندما يتراوح عمر الطفل بين عام و18 شهراً، حيث يكونون في هذه المرحلة سعداء باللعب بمفردهم، وبحلول سن الرابعة، قد يتجاهل الأطفال المصابون بالتوحد تماماً أقرانهم.
للمزيد من المعلومات:
نصائح لمساعدتك في الكشف المبكر عن إصابة طفلك بالتوحد
توجد بعض النصائح التي يمكن أن تسهم في اكتشاف إصابة طفلك بالتوحد في مراحل مبكرة، إذ تُعتبر الأم الأكثر دراية بسلوكيات طفلها وكيفية تطوره مع مرور الزمن. إليك بعض النصائح المفيدة:
- راقبي تطور ونمو طفلك، حيث تتضمن علامات التوحد مجموعة من الدلالات على تأخر في النمو والتطور الاجتماعي والعاطفي.
- قومي بزيارة طبيب الأطفال بشكل منتظم لمتابعة أي مشاكل صحية أو تغيرات قد تطرأ عليه.
- راقبي كذلك تواصل طفلك، فقد يتوقف الطفل المصاب بالتوحد عن التفاعل مع والديه ولا يعود لاستخدام اللغة، حتى قد لا ينطق كلمات بسيطة مثل “أمي” أو “أبي”.
- كوني متيقظة لأي تغييرات تطرأ على طفلك أثناء اللعب مع أصدقائه؛ فإن عدم تفاعله مع الألعاب التي كانت تثير اهتمامه سابقًا أو تفاعله مع زملائه يعد مؤشراً مهماً على احتمال إصابته بالتوحد.
ختاماً، تناولنا في هذا المقال كيفية معرفة ما إذا كان طفلك سليماً من التوحد، وأوضحنا الأعراض الرئيسية التي يمكن أن تساعدك في تحديد ما إذا كان الطفل مصاباً بالتوحد، بالإضافة إلى نصائح قد تساعدك في اكتشاف إصابته في مرحلة مبكرة.