تاريخ العالم داروين هو موضوع مقالتنا اليوم، حيث سنستعرض إنجازاته، مسيرته، مؤلفاته، مرضه، مغامراته، ونظرياته التي تركت أثرًا عميقًا على الفكر البشري في مجالات متعددة، بعيدًا عن البيولوجيا فقط.

حياة العالم داروين

  • وُلِد تشارلز روبرت داروين في الثاني عشر من فبراير عام 1809 في شروسبري، إنجلترا، وتوفي في التاسع عشر من أبريل 1882. كان والده، روبرت داروين، خبيرًا ماليًا وطبيبًا، بينما كانت والدته سوزانا داروين، وكان كلا الوالدين ينتميان إلى أسر تختار المذهب التوحيدي، حيث يؤمنون بوحدانية الله.
  • رغم إجبار والده له على الانضمام إلى كنيسة سانت تشاد الإنجليزية، لم يشعر تشارلز بالراحة في تلك الكنيسة، حيث انضم هو وإخوته الخمسة إلى الكنيسة التوحيدية برفقة والدتهم.
  • التحق تشارلز بالمدرسة النهارية في عام 1817، حيث كان شغوفًا بالتاريخ الطبيعي، وبعد وفاة والدته في عام 1818، انتقل إلى مدرسة شروزبري الإنجليزية كطالب داخلي برفقة أخيه الأكبر، إيراسموس.

أبرز إنجازات العالم داروين

  • قبل أن ينتقل إلى كلية الطب في أدنبرة مع أخيه إيراسموس، ساعد داروين والده في تقديم المساعدة الطبية للفقراء. ومع ذلك، لم يستطع تحمل المحاضرات المملة، بالإضافة إلى حساسيته تجاه رؤية الدم، مما جعله يبتعد عن الطب ويشغل نفسه بالتحنيط.
  • تلقى تدريبات في فن التحنيط على يد جون إدمونستون، وهو ما أثار استياء والده، فشجعه على أن يلتحق بكلية المسيح في كامبردج، حيث حصل على شهادة بكاليوس الفنون، أملاً أن يصبح رجل دين في الكنيسة الإنجليزية.
  • بالرغم من تركه المدرسة الطبية في أدنبرة، تعاون داروين مع جامعة كامبريدج في دراسة اللافقاريات البحرية، مما زاد اهتمامه بالعلوم الطبيعية وأدى إلى تطور معرفته الجيولوجية من خلال رحلته على متن سفينة “بيجل”.
  • كان للرياضات مثل الرماية وركوب الخيل مكانة خاصة لديه، وبدأ في جمع الخنافس بمساعدة ابن عمه وليام داروين، كما ساهم في نشر مذكراته التي جعلته كاتبًا معروفًا.
  • استمر داروين في إعادة كتابة مذكراته وطباعة تقارير الخبراء. بمساعدة هينسلو، حصل على منحة مالية من وزارة الخزانة تبلغ 1000 جنيه إسترليني لتحفيزه على نشر مؤلفاته المتنوعة.
    • عمل على تمديد فترة التمويل ليؤمن نشر كتبه في علم الطبقات بالمواعيد المحددة، واستمر في مذكرات العصر الفيكتوري لتصحيح المسودات.
  • يعتبر داروين من الكتاب النشطين، وله سمعة إيجابية، حيث ألف كتابًا عن رحلته على سفينة “بيجل”، وقدم أبحاثًا حول أمريكا الجنوبية، وكشف أسرار الجزر المرجانية. كما يُعرف بلقب عالم الأحياء بسبب نشره لأبحاث حول البرنقيل، وهو نوع من المحار.
  • حصل كتابه “حول أصل الأنواع” على شهرة واسعة، حيث أظهر فيه أصل الإنسان وعواطفه بالمقارنة مع الحيوانات، بينما تناول أيضًا النباتات في عمله “قوة الحركة في النباتات” الذي يعتبر ذا أهمية بالغة.
  • أما مؤلفه النهائي فقد تناول فيه تكوين العفن النباتي من خلال دراسة الديدان، حيث درس داروين الأحياء بعناية وركز على التحولات في الكائنات الحية من خلال الطفرات، مما أدى لتطوير نظرية الانتخاب الطبيعي.
  • حافظ داروين على سرية نظريته حتى لأصدقائه المقربين بسبب توقعاته للردود السلبية المحتملة، حيث أعد نفسه للرد على الانتقادات التي قد تواجهه.
  • عندما علم بوجود عالم آخر يدعى ألفريد، يطور نظرية مشابهة، شعر داروين بضرورة نشر نتائج أبحاثه لإظهار نتاجه العلمي.

يمكنكم أيضًا التعرف على:

مرض داروين

  • تعرض داروين لضغوطات نفسية وجسدية كثيرة عانى منها قلبه، مما استلزم نصيحة الأطباء بأخذ فترات من الراحة والاسترخاء في الريف. وخلال زيارته لأقاربه في ستافوردشاير، وجد أنهم مهتمون أكثر بسماع قصص مغامراته من منحه وقتًا للاسترخاء.
  • آثرت الضغوطات عليه في نهاية المطاف، حيث تعرض للعديد من الأمراض مثل مشاكل في المعدة، صداع، وأمراض قلبية، مما أدى إلى ضعف جسمه وضعف قدرته على تحمل الآلام والأعراض الأخرى.
  • كانت الأعراض تزداد عند تواجده في زيارات أو اجتماعات، وقد لجأ داروين لعدة علاجات لم تفد بسبب عدم وضوح طبيعة مرضه.
  • أخذ استراحة وسافر إلى إسكتلندا، حيث اعتبرها رحلة جيولوجية، وزار مرتفعات غيلين التي تتمتع بجو مبهج وميّزت بشواطئها القديمة.
  • نشر داروين فرضياته حول أن هذه السفوح كانت تعتبر سواحل ومدرجات بحرية في الماضي، وفيما بعد قَبِل الفكرة بأنها قد تكون سواحل لبحيرة معينة.
  • استعاد صحته بعد فترة وعاد إلى شروزبري ليواصل كتابة ملاحظاته حول تربية الحيوانات، وبات يمضي يومه في التفكير في أفكار متنوعة تتعلق بحياة الإنسان والتوقعات المستقبلية.