تحليل رواية محاولة عيش

تقدم رواية “محاولة عيش” للكاتب محمد زفزاف صورة واقعية عن التحديات التي يواجهها المواطنون المغاربة في بلادهم. تجسد الرواية معاناة الفقراء الذين يعيشون في مساكن مصنوعة من الصفيح، كما تؤكد على ظاهرة ترك الشباب للتعليم من أجل العمل، وذلك لضمان قوت يومهم وإعالة أسرهم.

بينما يجلس الأب في المنزل، يستمتع بشرب الشاي ويدخن الحشيش، تنتظر الأم بفارغ الصبر اليوم الذي يصبح فيه ابنها رجلاً ويتزوج. يعيش الأفراد في مجتمع تشرعن فيه بعض العادات شرب الخمر، ويعانون من الحسد والإغراءات، مما يضطرهم إلى دفع الرشوة لتحقيق احتياجاتهم الأساسية.

استطاع محمد زفزاف أن يدمج كل تلك المعاني وأكثر في هذه الرواية الموجزة بطريقة بسيطة وسلسة. فيما يلي تحليل ميسر لأحداث الرواية.

عنوان الرواية

يشير بعض النقاد إلى أن عنوان الرواية “محاولة عيش” يعد نافذة تأويلية لفهم الرواية بشكل أعمق. حيث يعكس زفزاف من خلال هذا العنوان حالة الوجود البشري في ظل الظروف القاسية، مسلطاً الضوء على مجهودات الأفراد في محاولة لتأمين حياتهم في ظروف تساعد على الحفاظ على إنسانيتهم وكرامتهم. يتضح من ذلك أن كل ما يقوم به الأفراد هو بمثابة “محاولة للعيش”.

حبكة الرواية

تدور الحبكة حول الكفاح الذي يخوضه حميد ضد الفقر والحياة المليئة بالتحديات، في محاولته للتغلب على الانحراف والسقوط. ومع ذلك، فإن الضغوطات الاجتماعية كانت أكثر قوة وتأثيراً من مجهوداته، مما أدى في النهاية إلى فشله ليصبح جزءاً من نفس النمط السائد في مجتمعه.

الحل

يوضح زفزاف أن الجهد الذي يبذله حميد هو ما يميزه، مما دفع والدته لتزويجه لأن لديه مصدر دخل. ومع مرور الوقت، يمتلك حميد “براكة” في الفناء، ويتزوج وفق التقاليد المتبعة. لكن يحدث ما لم يكن في الحسبان، حيث يتحول حفل زفافه إلى مشهد من الفوضى بعد اكتشافه أن زوجته ليست عذراء.

الشخصيات الرئيسية

تتضمن الرواية عددًا من الشخصيات الرئيسية، وهي:

  • حميد.
  • الأب.
  • الأم.
  • الضَّاوي.
  • سي إدريس.
  • البقَّال.
  • المقدم.
  • غنو.
  • فيطونة.
  • أم فيطونة.
  • الحارس السنغالي.

السمات الفنية في الرواية

تتميز رواية “محاولة عيش” بمجموعة من الصفات الفنية، منها:

  • التركيز على المضمون أكثر من الشكل.
  • مشاركة الشخصيات بشكل فعال في تطوير الرواية.
  • احتواء الرواية على إشارات عميقة حول الظروف الشخصية للكاتب.
  • استخدام اللغة العامية في بعض أجزاء الرواية.
  • تضمين أمثال شعبية تعكس التجربة الحياتية.

فصول الرواية

تتكون الرواية من إثني عشر فصلاً، وهي كالتالي:

  • الفصل الأول: معاناة حميد في الميناء.
  • الفصل الثاني: حميد ورئيسه الجديد.
  • الفصل الثالث: حالة حميد بعد أن صار يعول عائلته.
  • الفصل الرابع: جولات حميد الليلية في الملاهي.
  • الفصل الخامس: حكاية حميد واليهودية صاحبة المطعم.
  • الفصل السادس: حميد وبيع الصحف في مقهى الأركاد.
  • الفصل السابع: بناء الأم براكة جديدة لحميد.
  • الفصل الثامن: رشوة المقدم حتى لا يهدم البرّاكة.
  • الفصل التاسع: تفكير الأم في تزويج حميد.
  • الفصل العاشر: تعرف حميد على غنو.
  • الفصل الحادي عشر: شك الأم في تصرفات حميد الجديدة.
  • الفصل الثاني عشر: زواج حميد.

الأحداث الرئيسية

تعرض رواية “محاولة عيش” لمأساة الطبقة الكادحة في المجتمع المغربي من خلال قصة حميد، الشاب الذي أجبرته ظروف عائلته على العمل في سن مبكرة. حيث بدأ حياته كبيع للصحف، متأثراً بتسلط والدته وكسل والده.

تصف الرواية أيضاً معاناة حميد اليومية، بدءاً من الشتائم التي يتلقاها من رئيسه في العمل وحرّاس السفن في الميناء، وحتى عدم توفر مكان هادئ للراحة، مما يدفعه للجوء إلى صاحبة المطعم اليهودية طلباً للطعام.