استخدام المضادات الحيوية للنساء الحوامل خلال الشهر الثالث يعتبر موضوعًا ذا أهمية خاصة. حيث يصاحب الحمل العديد من التغيرات في الجهاز المناعي، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية.
هذه الحالة قد تدفع المرأة الحامل لتناول بعض الأدوية التي تساعدها على التعافي، لكن من الضروري توخي الحذر في اختيار هذه الأدوية لتجنب أي ضرر قد يلحق بالجنين. سيركز هذا المقال على استخدام المضادات الحيوية الآمنة لالحامل خلال الشهر الثالث.
المضادات الحيوية في الشهر الثالث من الحمل
تستخدم المضادات الحيوية لمعالجة العدوى البكتيرية، حيث تسهم في القضاء عليها عندما يتم تناولها كما هو موصوف.
صنفت المضادات الحيوية من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أربع فئات حسب درجة الأمان.
تتضمن هذه الفئات (أ، ب، ج، د) حيث يعتبر النوعان (أ، ب) الأكثر أمانًا للاستخدام من قبل النساء الحوامل، مع بعض الاستثناءات.
-
الفئة أ: تعتبر هذه الفئة من المضادات آمنة للاستخدام أثناء الحمل حيث لا تتسبب في أضرار جانبية للجنين، وتشمل هذه الفئة المايكوستاتين، وهو المضاد الحيوي الوحيد الذي ينتمي لهذه الفئة.
-
الفئة ب: تشمل هذه الفئة المضادات الشائعة مثل السيفاليكسين، والأموكسيسيلين، والأزيثرومايسين. يمكن استخدام هذه الفئة تحت إشراف الطبيب لضمان اختيار الجرعة المناسبة.
-
الفئة ج: لم تثبت الدراسات مدى أمان استخدام هذه الفئة على الحوامل بسبب نقص الأبحاث. وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات آثار سلبية، لذا يُنصح بتجنبها ما أمكن. ومن الأمثلة عليها السيبروفلوكساسين.
-
الفئة د: قد يؤدي استخدام هذه الفئة إلى مشكلات خطيرة تؤثر على صحة الجنين ونموه، وتشمل الدوكسيسيكلين والتتراسيكلين، ويجب تجنب استخدامها تمامًا.
أيضًا، هناك حالات معينة تستدعي استخدام المضادات الحيوية أثناء الحمل مثل التهاب الفم، التهابات الجهاز التنفسي، التهابات المسالك البولية، وغيرها.
المضادات الحيوية الآمنة للاستخدام أثناء الحمل
- أمبيسلين، وأموكسيسيلين (البنسيلينات).
- سيفاليكسين، وسيفاكلور (السيفالوسبورينات).
- أوجمنتين.
- كليندامايسين.
- إريثروميسين.
ملاحظة: يجب عدم تناول أي مضادات حيوية دون استشارة الطبيب المعالج، وتجنب الإفراط في الاستخدام لحماية صحة الجنين.
إرشادات لاستخدام المضادات الحيوية من قبل النساء الحوامل
هناك بعض القواعد التي يتعين على النساء الحوامل اتباعها قبل تناول المضادات الحيوية:
-
يجب الحرص على عدم وصف المضادات الحيوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ما لم يكن ذلك ضروريًا.
-
تُستخدم المضادات الحيوية عندما لا تستجيب الحالة للعلاجات البديلة.
-
اختيار المضادات الحيوية الأكثر أمانًا كما تم تصنيفها سابقًا.
-
تجنب الإفراط في تناول المضادات، واستخدام أقل جرعة ممكنة حسب الحاجة.
-
عدم تناول الأدوية التي تُعتبر آمنة دون مراجعة الطبيب المعالج.
المضادات الحيوية التي ينبغي تجنبها خلال الحمل
تُعتبر التيتراسيكلين من المضادات الحيوية المحظور استخدامها من قبل النساء الحوامل، نظرًا لآثارها السلبية على صحة الجنين وتكوين الأسنان.
يجب على الأطباء توضيح المخاطر المتعلقة باستخدامها بعد الأسبوع الخامس عشر من الحمل، بالإضافة إلى قائمة أخرى من المضادات التي يمنع استخدامها، مثل:
- سيبترا.
- باكتريم.
- مينوسكلين.
- سيبروفلوكساسين.
- ماكروبيد.
- دوكسيسيكلين.
- فورادانتين.
المضادات الحيوية ذات الخطورة المتوسطة على الحامل
-
من الممكن أن يوصي الطبيب باستخدام نتروفوارتين لإدارة التهابات شديدة في المسالك البولية، لكن يجب عدم الإفراط في تناولها لتجنب تضرر خلايا الدم الحمراء لدى الجنين.
-
التريميثوبريم، على الرغم من استخدامه الشائع في معالجة التهابات المسالك البولية، إلا أنه يجب استخدامه بحذر، حيث يمكن أن يقلل من تأثير حمض الفوليك الضروري لنمو الجنين.
الآثار الجانبية لاستخدام المضادات الحيوية خلال الشهور الأولى من الحمل
- استخدام المضادات الحيوية في الأشهر الثلاثة الأولى قد يسفر عن آثار ضارة على صحة الجنين، بما في ذلك زيادة خطر الإجهاض.
- في مرحلة الحمل هذه يصعب التمييز بين المضادات الآمنة والضارة، ويمكن أن تؤدي حتى الأنواع الأكثر أمانًا إلى الإجهاض.
- قد تؤدي أيضًا إلى التهابات وتقرحات في المعدة.
- على الرغم من الفوائد التي تقدمها المضادات في القضاء على البكتيريا الضارة، إلا أنها قد تؤثر أيضًا على البكتيريا النافعة.
- الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى تشوهات للجنين أو حدوث خلل في وظائفه أثناء النمو.
هل يختلف تأثير المضاد الحيوي على صحة الجنين حسب فترة الحمل؟
بالتأكيد، يختلف تأثير المضاد الحيوي على صحة الجنين حسب فترة الحمل. فبعضها يسمح به في الأشهر الأولى ولكن يُحذر استخدامه في الأشهر الأخيرة، والعكس صحيح.
يحدد الطبيب تعاطي المضادات حسب مرحلة نمو الجنين. يتم تقسيم الحمل إلى ثلاث مراحل رئيسية:
-
الثلث الأول: من نهاية الدورة الشهرية حتى الأسبوع الرابع عشر.
-
الثلث الثاني: من بداية الشهر الرابع إلى نهاية الشهر السادس.
-
الثلث الثالث: من بداية الشهر السابع حتى موعد ولادة الطفل.
يعد الثلث الأول من الحمل الأكثر خطرًا، حيث تتشكل أعضاء الجنين خلال هذه الفترة. لذا فإن تعرض الحامل لأي مواد ضارة يمكن أن يؤدي إلى تشوهات أو مخاطر أخرى، بما في ذلك الإجهاض.
أما الثلثين الثاني والثالث فيعتبران أكثر أمانًا بصفة عامة، لكن قد تحتاج بعض الأعضاء لمزيد من الوقت للنمو كالعقل، مما يتطلب تجنب الأدوية التي قد تؤثر على هذا النمو.
إن الإفراط في تناول المضادات الحيوية خلال هذه الفترات يمكن أن يسبب انقباضات رحمية، مما يؤدي إلى ولادة مبكرة.
نصائح مهمة للنساء الحوامل
-
تجنب الاتصال بأشخاص مصابين بالعدوى أو الإنفلونزا، لتفادي الحاجة لأدوية قد تضر الجنين.
-
الحصول على اللقاحات المناسبة بالتشاور مع الطبيب لضمان صحة الأم والجنين.
-
إجراء فحوصات دورية للتأكد من توفر العناصر الغذائية المناسبة لجسم الأم.
-
تجنب الحيوانات الأليفة لتقليل خطر الإصابة بالجراثيم.
-
الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل اليدين جيدًا.
-
تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة أو الغنية بالسكريات والدهون.
-
استخدام المكملات الغذائية التي يُوصى بها الطبيب، مثل حمض الفوليك والفيتامينات.
-
شرب كمية كافية من الماء والسوائل (ما لا يقل عن 8 أكواب في اليوم) لحماية الجنين.
-
التوقف عن التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي.
-
تجنب تناول المسكرات والكحوليات للحفاظ على صحة الجنين.