الله جميل، ويحب الجمال
ورد عن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- قوله: “إن الله جميل يحب الجمال”. وقد أوضح الإمام ابن القيم -رحمه الله- معنى هذا الحديث، حيث قال: “يتناول جمال الثياب الذي يُشير إليه الحديث، ويتضمن كذلك الجمال في كل الأمور بشكل عام”. إن الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى آثار نعمه على عباده، وهو أحد أشكال الجمال التي يحبها الله عز وجل، ويُعتبر شكرًا لنعمه من جمال الباطن. ولأن الله سبحانه وتعالى يحب عباده، فقد أكرمهم بملابس تُزيّن ظواهرهم، وبالتقوى التي تُجمّل بواطنهم. ومن الجمال الذي يحبه الله أيضًا؛ جمال القول والعمل، والأخلاق، بينما يُبغض كل ما هو قبيح. وبالتالي، يشمل هذا الحديث الشريف أصلين عظيمين: المعرفة والسلوك. أما المعرفة فتتمثل في إدراك الجمال الإلهي الفائق، وأما السلوك فهو عبادة الله بالأفعال والأخلاق التي يحبها، وإبراز النعم من خلال اللباس والطهارة وغير ذلك.
مفاهيم الجمال في الإسلام
الجمال في الإسلام يحتوي على معنيين رئيسيين، يمكن تلخيصهما فيما يلي:
- جمال الخَلق؛ فقد اعتبر الإسلام جمال الإنسان، بما في ذلك جمال الأنبياء عليهم السلام، مثل جمال الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجمال يوسف -عليه السلام- حيث تأثرت النسوة بجماله حتى قطعتن أيديهن في قصة يوسف. وكذلك، يُعتبر جمال النساء مُعتبرًا، حيث أباح الإسلام للمسلم النظر إلى وجه المرأة التي يرغب في الزواج منها، لكون الوجه دلالة على الجمال.
- جمال الخُلُق؛ يشمل الإسلام مجموعة من الأخلاق الفاضلة، منها الصبر الجميل، حيث وصف الله تعالى خلق الصبر بالجمال من خلال لسان النبي يعقوب -عليه السلام-. ويتجلى جمال الصبر في قدرة المسلم على تحمّل الهموم والآلام دون إظهارها للناس، وبتوجهه إلى الله سبحانه بشكواه وطلب العون. كما يشمل الجمال أيضًا الصفح الجميل، وهو خلق ذكره الله في القرآن الكريم.
المرأة المسلمة والجمال
أباح الله تعالى للمرأة المسلمة التمتع بالجمال، ورتب لذلك معايير تناسب كل ظرف، وفيما يلي توضيح لذلك:
- سمح للمرأة بالتجمّل أمام محارمها، مع ضرورة عدم كشف العورة أمام الغرباء.
- أجاز للمرأة الإقامة في مسكن واسع، وركوب وسائل النقل المريحة.
- أباح للمرأة ارتداء الملابس الأنيقة، والأحذية الجميلة، شريطة ألا تتبرج بزينة تثير الريبة.
- حثّ الله المرأة على الطهارة والنظافة، بما في ذلك تنظيف الجسم، وقص الأظافر، وحلق العانة، ونتف الإبط، ولكن حرم عليها النمص والوشم والتفليج.