الفرق بين “حضيرة” و “حظيرة”

تعد كلمتا “حضيرة” و”حظيرة” من العناصر اللغوية البارزة التي تعكس جمال وغنى اللغة العربية، ويُعتبر هذا النوع من التشبيه ضمن ما يُعرف بالجناس، والذي يُعدّ أحد أطر البلاغة العربية. يحتوي هذا المجال على ثراء أدبي كبير، حيث تتميز الكتابات العربية بوفرتها واستخدامها لمثل هذه المحسنات التي تضفي جمالية على النصوص.

عند النظر إلى الكلمتين “حضيرة” و”حظيرة”، نلاحظ أنهما تتشابهان في النوع والترتيب وعدد الحروف، إلا أن الاختلاف يكمن في شكل أحد الحروف، وهو الحرفان (ض، ظ). وبدلاً من ذلك، يجب أن نكون واعين أن المعنى بين الكلمتين مختلف تمامًا.

معنى “الحضيرة”

تتعدد معاني كلمة “الحضيرة” في معاجم اللغة العربية، حيث تم توضيح معانيها في “لسان العرب” على النحو التالي: الحضيرة تعني مكان تخزين التمر، ويطلق عليها أيضاً الصوبة، بالإضافة إلى أنها تُعرف بالجرن والجرين. كما تُشير الحضيرة إلى جماعة من الناس، حيث قيل إنها تضم الرجال السبعة أو الثمانية، كما أنها تعني الأربعة والخمسة الذين يُغزون. وقد ذكر الأصمعي أنها تشير إلى أولئك الذين يحضرون للمياه، بينما أوضح ابن سيدة أن الحضيرة تشير إلى مقدمة العسكر، وكذلك تعني ما تُخلفه المرأة من مواليدها، وأيضاً تعني ما تُخرجه الناقة بعد الولادة وفترة نفاسها.

معنى “الحظيرة”

على الرغم من التشابه في الحروف بين “حضيرة” و”حظيرة”، إلا أن اللغة العربية تقدم تنوعاً كبيراً ومعاني فريدة. وقد أوضح ابن منظور في “لسان العرب” معنى كلمة “حظيرة” بأنّها تشير في الأصل إلى المكان المحاط الذي يُستخدم لحماية الأغنام والإبل، حيث يوفر لهم الحماية من البرد والعواصف. ويُذكر في الحديث أن امرأة جاءت إلى رسول الله فقالت: “يا نبي الله ادع لي فقد دفنت ثلاثةً”، فرد عليها قائلاً: “لقد احتظرت بحظار شديد من النار”.