تعتبر رواية “اللص والكلاب” واحدة من أبرز الأعمال الأدبية للروائي المصري العظيم نجيب محفوظ. تعكس الرواية، بشكل عام، مجموعة من الأحداث التي تدور بين شخصيات رئيسية وأخرى ثانوية.
العناصر الفاعلة في رواية اللص والكلاب
تشكل العناصر الفاعلة مفهومًا شاملاً يتضمن جميع محتويات الرواية، بما في ذلك الشخصيات الحية والعوامل المؤثرة في الأحداث. وتنقسم العناصر الفاعلة في الرواية إلى مجموعة من العناصر الأساسية وهي:
- المرسل.
- المرسل إليه.
- الذات.
- الموضوع.
- المساعد.
- المعارض.
كما أن النص الروائي يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية هي:
- محور الاتصال.
- محور الرغبة.
- محور الصراع.
الشخصيات الإنسانية في رواية اللص والكلاب
تتألف الشخصيات الإنسانية الفاعلة في الرواية من ثلاث فئات رئيسية هي:
-
الفئة الأولى: تتمثل بالشخصية المحورية للرواية، سعيد مهران، الذي:
- نشأ في بيئة فقيرة.
- فقد والديه بسبب الفقر والمرض، مما جعله يتربى يتيمًا.
- يتعرف على رؤوف علوان الذي يقنعه بأن السرقة هي الحل لمشكلاته.
- يحب الخادمة نبوية، لكن الفقر يقف عقبة في طريق زواجهما، وبالتالي تصبح السرقة وسيلتهما لتلبية احتياجاتهما.
- تجدر الإشارة إلى أن سعيد مهران كان مدافعًا عن الطبقة الكادحة والمظلومين في المجتمع.
-
الفئة الثانية: تشمل عدة شخصيات رئيسية مثل:
- رؤوف علوان: الذي شجّع سعيد على السرقة، وقد أكمل دراسته الجامعية وعمل في الصحافة، وكان يسعى لتحقيق حياة أرستقراطية، مما ساهم في جعل سعيد مغرماً بالجريمة.
- نبوية: خادمة تعرفها سعيد وتزوجها وينجب منها ابنة، لكن بعد دخول سعيد السجن، تتزوج من عليش.
- عليش: يستفيد من دخول سعيد السجن، حيث يتمكن من الاستيلاء على زوجته وابنته سناء وكل ممتلكاته.
-
الفئة الثالثة: تشمل شخصيات تدعم أحداث الرواية مثل:
- الشيخ علي الجنيدي: يمثل الجانب الروحي في الرواية، وهو شخص مسالم يحاول إقناع سعيد بالالتزام بالتقوى وقراءة القرآن، مما جعله مصدر شعور الأمان لسعيد.
- نور: فتاة ذات سمعة مشبوهة نشأت في ظروف اجتماعية قاسية، وقد وقعت في حب سعيد وترغب في الزواج منه، حيث تحاول مساعدته في توفير بعض احتياجاته مثل السكن والجرائد.
- المعلم طرزان: رمز للأمانة وحفظ الصداقة بينه وبين سعيد.
العوامل غير الإنسانية في الرواية
تشير القوى الجامدة إلى العناصر التي تؤثر على الأحداث وهي التي تكمل الإطار والتصور النهائي للأحداث، وتشمل ما يلي:
-
الأشياء الجامدة: مثل فيلا رؤوف علوان، ومنزل نور، والشوارع التي شهدت تلك الأحداث، والمنازل الطلابية، حيث أن هذه القوى لها أهمية كبيرة في الرواية إذ أنها:
- تؤثر نفسيًا على الشخصيات، حيث تحمل ذكريات متعددة.
- تنقل صورة شاملة للقارئ، مما يساعده على تصور الأحداث بشكل أروع.
-
عوامل فاعلة حسية: تجسد المشاعر والقيم التي ظهرت في بعض الشخصيات مثل:
- السلوك المنحرف والمخالف للقانون والذي تمثل في شخصية نور.
- الزهد الذي تجسد في شخصية الشيخ الجنيدي.
- الخلفية الاجتماعية كما تمثل في المعلم طرزان.
- رؤوف علوان الذي تجسّد من خلاله الطبقة الأرستقراطية ومشاعر حب المال وإنكاره للطبقة الفقيرة.
- آثار الخيانة التي تجسدت في شخصية سعيد مهران الذي تعرض للخيانة الاجتماعية من زوجته، والخيانة الأيديولوجية من صديقه رؤوف علوان.
الفكرة المركزية والهدف من رواية اللص والكلاب
استلهم نجيب محفوظ روايته من أحداث واقعية شغلت اهتمام الجماهير وقد عُرضت في الصحف العامة، وكان هناك هدف يسعى لتحقيقه من خلال الرواية وهو:
- إن تحقيق التوازن بين الروح والجسد هو المفتاح للوصول إلى الذات أو العدالة، وهو ما حاول سعيد مهران تحقيقه ولكنه فشل.
- الحلول الفردية ليست هي الأنسب لتحقيق العدالة.
- سعي الانتقام يكفي لإبعاد الأشخاص عن رؤية الحقائق الكاملة.
- إلقاء الضوء على المشكلات المجتمعية، وتراجع القيم النبيلة، واستشراء الظلم والفساد، ومواجهة تلك القضايا بحلول واقعية.
من الجدير بالذكر أن الكاتب ختم روايته بكلمات تعبر عن الهدف والتي تقول:
” إن إنهاء استغلال أمثال رؤوف علوان عبر تحقيق العدالة الاجتماعية، وإزالة الفجوات بين الطبقات ونشر الاشتراكية هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع عادل تعاوني، حيث لا مكان لرؤوف ولا لنبوية ولا لعليش، وعندما يتحقق ذلك، سيكون سعيد مهران آخر الضحايا.”
اقتباسات من رواية اللص والكلاب
عند مناقشة القوى الفاعلة في رواية “اللص والكلاب”، يجدر بنا تسليط الضوء على بعض العبارات المؤثرة التي وردت على لسان الكاتب، ومن بينها:
- ما أجمل أن ينصحنا الأغنياء بالفقر.
- الدنيا بلا أخلاق ككوكب بلا جاذبية.
- ماذا يحتاج الشاب في هذا الوطن؟ المسدس لتبرير الماضي، والكتاب لتحديد المستقبل.
- لا يمكنني المضي قدمًا في الحياة بلا ماضي. لو كان بإمكاني، لكنت أخف وزنًا وأضمن الراحة، ولكن هيهات، لا يكون الرخاء إلا بإيصال الحساب، فالماضي حاضر ولا مفر من ذكرياته.
- لا أختلف عن غيري من الذين سبقوني في هذا القفص، إذ يجب أن تُعطى الثقافة اعتباركم الخاص، والواقع هو أنه لا فرق بيني وبينكم إلا أنني داخل القفص وأنتم خارجه، وهو فرق عرضي بلا أهمية على الإطلاق.
- من غاب عن الأشياء، غابت عنه الأشياء.
- لو أن الخيانة المكبوتة ظهرت على الوجه كما تظهر آثار الأمراض الخبيثة؛ لما تجلى الجمال في غير موضعه، ولما افلتت قلوب كثيرة من عبث المؤامرات.