بيّنت أصول الخط الكوفي الهندسي والخط الحجازي أن العرب أسسوا مدينة الكوفة في محيط الحيرة، عاصمة اللخميين، وذلك بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، حيث قام سعد بن أبي وقاص بتأسيسها بين سنتي 18 و19 هـ. ومنذ ذلك الحين، بدأت أهمية الحيرة والأنبار تتضاءل بشكل ملحوظ.

الخط الحجازي

يُعرَف الخط الحجازي، والذي يُترجم حرفيًا إلى “المتعلق بالحجاز”، بأنه اسم جماعي لعدة خطوط عربية قديمة تطوّرت في منطقة الحجاز بشبه الجزيرة العربية، وبالأخص في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث كان هذا الخط مستخدمًا في فترة ظهور الإسلام.

تطور الخط الحجازي

تضمنت النصوص السابقة الكتابة العربية الشمالية القديمة والخط العربي الجنوبي، حيث يُعتبر الحجازي من بين أقدم الخطوط، إلى جانب الخط الكوفي والخط المشق. يُميز هذا الخط بزاويته الملحوظة مقارنةً بالنصوص العربية الأخرى، حيث يميل نحو اليمين.

حتى الآن، لا يحتوي البرنامج النصي على نقاط أو علامات تشكيل للإشارة إلى أصوات الحروف المتحركة، ولكنه يُميز الحروف الساكنة من خلال الاستخدام المتقطع للشرطيات فوق أشكال الحروف الرسومية، مما يُعرف بالخط الحجازي.

يظهر هذا الخط في عدد من أقدم المخطوطات القرآنية، وغالبًا ما يتم استخدام المصطلحين بشكل متبادل.

استخدامات الخط الحجازي

  • تُعتبر أقدم المصاحف المعروفة، والتي تُعرف بالمصاحف الحجازية، قد كُتبت بين عامي 650 و700 ميلادي باستخدام خط عربي مائل وغير رسمي.
  • على الرغم من ذلك، فإن الخط الكوفي، الذي يتسم بالزوايا، قد تم اعتماده بشكل متكرر أيضًا للأغراض الزخرفية المعمارية.
  • أصبح الخط القياسي المستخدم في إنتاج النصوص القرآنية بين منتصف القرن الثامن وأوائل القرن العاشر.
  • وهناك خاصية مشتركة بين المصاحف الكوفية، تتمثل في ممارسة المشق، مما يؤدي إلى استطالة الحروف الفردية أفقياً، والتي تحمل إيقاعاً وتناغمًا جماليًا، إلا أن هذه الممارسة تُقلل من وضوح النص، وكانت تُستخدم على الأرجح كدليل للمفسرين الذين حفظوا القرآن بالفعل.

أسباب قلة المعرفة بالخط الحجازي

ترجع قلة المعرفة بالخط الحجازي وعدم تداوله بين المهتمين والباحثين إلى عدة عوامل، من بينها صعوبة قراءة هذا الخط. فتصميمه معقد جدًا، مما يجعل حروف المخطوطات الحجازية أقل شهرة مقارنةً بحروف الأنواع الأخرى.

علاوة على ذلك، فقد أيّدت النسخ الأصلية للمخطوطات الحجازية وأهملها خطاطوها، حيث انتقلت العديد من النسخ إلى جامعات ومتاجر خارجية، مما زاد من صعوبة التعرف عليها.

كيفية كتابة الخط الحجازي قديماً

استند الخط الحجازي إلى ما يُعرف قديمًا بخط الجزم، والذي يوضح كيفية كتابة ورسم الحروف. وقد تم استخدامه في شكلين؛ الأول هو “الخط الجاف”، مما يعني أن الخط الحجازي يعد من أوائل الأنماط الجافة.

أما الشكل الثاني فهو “الخط اللين”، الذي يُستخدم عادةً في الكتابة اليدوية.

الخط الكوفي

يُعتبر الخط الكوفي أحد أنماط الخط العربي التي بدأت في الظهور كخط مفضل لنسخ القرآن وللزخرفة المعمارية. وقد تطور الخط الكوفي من الأبجدية النبطية، حيث أُشتق اسمه من مدينة الكوفة العراقية.

يتسم الخط الكوفي بأشكال حروفه المستقيمة الزاوية واتجاهها الأفقي، ولديه العديد من النسخ المختلفة مثل (الكوفي المربع، الكوفي المزخرف، الكوفي المعقود، الكوفي المائل، والكوفي المزهّر) وغيرها.

أصل الخط الكوفي

استخدم الخطاطون في العصر الإسلامي المبكر مجموعة متنوعة من الأساليب لتدوين المخطوطات القرآنية، مما جعل الخط العربي أحد الفروع البارزة للفن الإسلامي. وابتكر الخطاطون أسلوبًا جديدًا للكتابة يُعرف بالكوفي، والذي يُعد الشكل الأقدم من بين العديد من الخطوط العربية، وتم وضعه كنسخ قديمة للقرآن.

تعتمد هذه الكتابة على أشكال زوايا واضحة، وقد بقيت هذه القواعد راسخة في الحِرف خلال فترة حياتها.

خصائص الخط الكوفي

تميز الخط الكوفي بتصميم حروفه بشكل جلي مناسب على الرق، مع أبعاد وقواعد زخرفية واضحة. يتضمن هذا الخط أشكالاً هندسية كالخطوط المستقيمة والزوايا.

لم يكن يوجد في بدايات الخط الكوفي مفهوم الحروف الساكنة المتمايزة، مما يعني عدم تمييزها بعلامات التشكيل، وقد تبدو مشابهة لبعضها. على الرغم من ذلك، لا يزال هذا الخط يُستخدم في العديد من الدول الإسلامية، حيث أثبت وجوده في مصاحف كوفية تعود للقرن التاسع وأوائل القرن العاشر.

استخدامات الخط الكوفي قديمًا

كان لنسخ المخطوطات دور أساسي في تطوير الخط الكوفي، حيث كُتبت المخطوطات بشكل دقيق وأنيق. وقد سُطرت المخطوطات الكوفية بعدد ثابت من الأسطر في الصفحة، حيث كانت هذه الخطوط متوازية وبدقة عالية.

بهذا، فإن تأثير إلقاء نظرة على المخطوطة يُشبه الأثر السياسي والديني وراء القرآن الأزرق، إلا أن التطور السياسي والفني كان يتطلب موارد مالية ضخمة، مما حتم على الحكام ذوي السلطة الغنية فقط التفكير في إنتاج القرآن.

استعمال الخط الكوفي

  • تم نسخ القرآن في البداية باستخدام خط بسيط ومائل وموحد، وعند تشكيل محتواه بشكل رسمي ظهر نص يحمل دلالة السلطة.
    • هذا النص أدمج فيما يُعرف الآن بالخط الكوفي الأساسي.
  • توسع استعمال الخط الكوفي بشكل كبير خلال الفترة من القرن السابع حتى القرن العاشر، وفي القرن الثامن كان له أهمية خاصة بين العديد من الأنماط الكتابية العربية.
    • مع القرن الحادي عشر، ظل الخط الكوفي هو الخط الرئيسي المستخدم لنسخ القرآن.
  • فيما يميز الخط الكوفي عن خط الثلث، يتم استخدام العناصر الزخرفية بشكل أكبر، حيث كان الثلث مصممًا لتجنب الزخرفة، بينما الكوفي استخدم ثلث حروف العلة بخبرة كبيرة.