الفرق بين الكتب السماوية والصحف السماوية
أنزل الله -سبحانه وتعالى- على أنبيائه كتباً تؤكد صدق نبوتهم، وتشتمل على تشريعات وأحكام تهدف إلى تنظيم حياتهم. ومع ذلك، هناك فرق واضح بين الكتب السماوية والصحف السماوية، وسنوضح ذلك فيما يلي:
الكتب السماوية
تُعتبر الكتب السماوية هي كلمات الله -عز وجل- التي أنزلها على الأنبياء والمرسلين، وهي رسائل حق تهدف إلى هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح. يتطلب الإيمان بهذه الكتب والتصديق بها على نحو قاطع، فهي واحدة من الأركان الستة للإيمان. رغم وجود العديد من هذه الكتب، إلا أن القرآن الكريم يذكر خمسة منها فقط، مرتبة بحسب أسبقية نزولها كما يلي:
- صحف إبراهيم.
- التوراة التي أنزلها الله -تعالى- على نبي الله موسى -عليه السلام-.
- الزبور الذي أنزل على نبي الله داود -عليه السلام-.
- الإنجيل الذي أنزله الله -تعالى- على نبي الله عيسى -عليه السلام-.
- القرآن الكريم الذي أنزله الله -تعالى- على خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو آخر الكتب السماوية نزولاً.
يجب الإيمان بجميع هذه الكتب بعامة، إلا أنه يتم الاعتماد على أحكامها فقط فيما يتماشى مع القرآن الكريم، ذلك أن القرآن يُعتبر ناسخاً للكتب السماوية السابقة وملغياً لشرائعها. قال الله -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).
الصحف السماوية
اختلف بعض العلماء في تعريف الصحف السماوية، حيث اعتبروا أنها تُشير إلى ما كان يُنزل على الأنبياء من مواعظ وعبر ومواعظ أخلاقية، ولا تحتوي على أحكام شرعية مثل الكتب السماوية. وتحدثوا عن وجود مئة صحيفة، خمسون منها نزلت على شيث -عليه السلام-، وثلاثون على إدريس -عليه السلام-، وعشرة على إبراهيم، وعشرة على موسى -عليهما السلام-.
يقول بعض العلماء إن الصحف السماوية هي مرتبطة بنبي الله إبراهيم -عليه السلام-، وقد نزلت عليه، وأُطلق عليها اسم “صحف إبراهيم” لما تحتويه من مواعظ وعبر مهمة. وقد ذكرها الله -تعالى- في القرآن الكريم في موضعين كالتالي:
- قال الله -تعالى-: (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى).
- قال الله -تعالى-: (إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).
وجوب الإيمان بالكتب السماوية
يُعتبر الإيمان بالكتب السماوية واجباً، إذ إنها تعد أحد أركان الإيمان التي لا يكتمل الإيمان إلا بتوافرها. كما هو مبين، يجب الإيمان بجميع الكتب المذكورة في القرآن الكريم وغيرها مما لم يُذكر. قال الله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).