الفروق بين الفلسفة والعلم

على مرّ العصور، كان العلم جزءاً من الفلسفة، حتى عُرف بالفلسفة الطبيعية. لكن في القرن السابع عشر، تمّ الفصل بينهما ليصبح لكلّ منهما مجالاته الدراسية المستقلة. تُستخدم كل من الفلسفة والعلم أساليب التحليل والعقل للخروج بالاستنتاجات. أدناه نوضح الفروق بين الفلسفة والعلم بطريقة أكثر تفصيلاً:

العلم

فيما يلي تعريف العلم وأهم خصائصه:

التعريف

يُعرّف العلم بأنه دراسة الظواهر الطبيعية باستخدام بيانات تجريبية تم جمعها ورصدها واختبارها، مع إعادة الاختبار للتأكد من النتائج. يعتمد العلم على المنهج العلمي في بنائه، حيث يُقدم تفسيرات تستند إلى تجارب وأدلة وحقائق تم ملاحظتها.

الخصائص

يمتاز العلم بعدة خصائص أساسية، من أبرزها:

  • الموضوعية

تعني القدرة على التعامل مع النتائج بحيادية، دون تأثر يتبع شخصية الباحث، حيث يسعى العلم لتجنيب التحيزات والمعتقدات الشخصية.

  • إمكانية التحقق

بما أن العلم يقوم على التجريب والقياس، فإن النتائج المتوصل إليها يمكن التحقق منها من قبل أي شخص من خلال إعادة التجريب، حيث إن عمليات الوزن والقياس قابلة للرصد باستخدام الحواس.

  • الحيادية

يقدم العلم نتائجه دون تحديد طريقة استخدامها، إذ يمكن استغلال الطاقة الذرية لأغراض علاجية أو لأغراض عسكرية، ولا يتدخل العلم في كيفية استغلال نتائجه.

  • الدقة

يقدم العلم نتائج دقيقة تعتمد على القياسات والأرقام المختلفة. فعلى سبيل المثال، يمكن وصف الموت بطرق أدبية متباينة، لكن العلم يقدم الأسباب والتفاصيل الدقيقة حول هذا الحدث.

الفلسفة

فيما يلي توضيح لمفهوم الفلسفة وأهم خصائصها:

التعريف

تعرف الفلسفة بأنها “حب الحكمة”، وهو مصطلح يعكس النشاط العقلي الذي يسعى به البشر لفهم حقيقة العالم من حولهم وعلاقتهم بكل ما يحيط بهم. وتهدف الفلسفة إلى طرح تساؤلات منطقية حول الحياة والبحث عن إجابات لها عبر استخدام الحجج والمبادئ المنطقية.

الخصائص

تتميز الفلسفة بعدة صفات أساسية، منها:

  • الشمولية

تشمل الفلسفة جميع العلوم وتسعى إلى تعزيز النقد الفكري.

  • العمق

تبحث الفلسفة في عمق الأشياء والسعي لرسم مفاهيم وتعريفات دقيقة وصادقة من خلال التفكير المتعمق.

  • النقد

تقوم الفلسفة بتشكيك في كل الأمور، ولا تقبل الافتراضات غير المدعمة بأدلة، ولا تتعامل مع الحقائق المطلقة كمفاهيم ثابتة، بل تخضع الجميع للنقد والتفكير.

كما يوضح الجدول التالي الفروق بين العلم والفلسفة بشكل مختصر:

وجه المقارنة العلم الفلسفة
طريقة البحث يعتمد على البيانات التجريبية للوصول إلى الاستنتاجات ويدعم بالملاحظات والأدلة الموضوعية. يستخدم الحجج المنطقية والمبادئ العامة للمنطق.
التجريب يقوم على اختبار التجارب للتحقق من النتائج. يعتمد تطبيق القياس والملاحظات.
الشمولية هناك مجالات لا يمكن فيها إجراء التجريب والاختبار مثل العديد من العلوم الإنسانية. يمكن تطبيق الفلسفة في جميع مجالات الحياة بفضل اعتمادها على التفكير المجرد.