مفهوم المدرسة المثالية والمدرسة الواقعية وأهم الفروقات
تُعتبر المثالية رؤية للأشياء تأخذ في الاعتبار ما يجب أن يكون، بغض النظر عن الواقع الفعلي، بينما تركز الواقعية على تفسير الأشياء كما هي، مما يعني أن المثالية تنشد الإمكانيات، في حين أن الواقعية تتعامل مع الوضع الراهن وتقبله.
تقوم كلتا المدرستين بمناقشة عدة قضايا، ومن بينها موضوع الإدراك؛ حيث ترى المثالية أن الإدراك والواقع يتشكلان من خلال أفكارنا، في حين تؤكد الواقعية على أن الواقع له وجود ذاتي مستقل عن تصوراتنا ووعينا. وفيما يلي توضيح لأهم الفروقات بين المثالية والواقعية:
وجه المقارنة | المثالية | الواقعية |
المعنى | تُعرف المثالية بأنها رؤية الأشياء كما يرغب الأفراد سواء كانت تلك الرؤية متوافقة مع الواقع أم لا. | الواقعية تدل على رؤية الأشياء بالطريقة التي هي عليها في الحقيقة. |
الأصل | مصطلح المثالية (بالإنجليزية: idealism) يستند إلى جذور يونانية ويعني: فكرة جديدة تتألق في الفكر. | المصطلح الواقعي (بالإنجليزية: realism) انتشر خلال العصور الوسطى ويعني: شيء متنوع. |
الأنصار | أفراد المدرسة المثالية يعرفون بالمثاليين. | أشخاص المدرسة الواقعية يعرفون بالواقعيين. |
المؤسسون | أفلاطون. | أرسطو. |
أسماء أخرى | أؤلئك الذين يؤمنون بالمثالية يُطلق عليهم اسم الأفلاطونيين نظرًا لأن هذه المدرسة تأسست بفضل أفلاطون. | أما الذين يعتنقون المدرسة الواقعية فهم يُعرفون بالأرسطيين نسبةً إلى أرسطو الذي ساهم في بناء هذا الاتجاه. |
أهم أفكار المدرسة المثالية والمدرسة الواقعية
يمكن تلخيص أبرز أفكار المدرستين المثالية والواقعية فيما يلي:
المثالية
تتمثل الأفكار المثالية من خلال نظرية المعرفة، الميتافيزيقيا، وعلم القيم (الأكسيولوجيا) كما يلي:
المثالية في الميتافيزيقا
تؤكد المدرسة المثالية أن الواقع يمكن أن يُختصر إلى مادة واحدة أساسية، والتي ليست ملموسة وإنما تتعلق بالأفكار والتجريدات العقلية. وهذا يعني أن جميع الأشياء المادية التي تبدو حقيقية يمكن تبسيطها إلى مفاهيم عقلية وروحية، بحيث يظهر الكرسي الذي نجلس عليه كمثال على ذلك، فهو يبدو مادياً لكنه في جوهره فكرة.
المثالية في نظرية المعرفة
تؤمن المثالية بأن المعرفة تُولد داخل العقل، حيث يُعتبر العقل كياناً نشطاً يمتلك قدرات فطرية تتيح له تنظيم وتجميع المعلومات المستمدة من الحواس. وبالتالي، يستطيع الإنسان الوصول إلى المعرفة عبر الحدس؛ مما يعني أنه يمكنه إدراك الحقائق دون الاعتماد على حواسه.
بعض مؤيدي المثالية يرون أن المعرفة ليست سوى استرجاع فقط، فتلك الحقائق موجودة بالفعل والعقل يعمل على استدعائها. كان أفلاطون من أبرز الداعين لهذه الفكرة مشيراً إلى أن روح الإنسان خالدة، وكل ما يعرفه هو جزء مما في روحه بالفعل.
لذا يعتقد المثاليون الموضوعيون مثل أفلاطون أن الأفكار هي الجوهر ولها وجود مستقل، بينما يرى المثاليون الذاتيون مثل جورج بيركلي أن الإنسان يعرف فقط ما يدركه وأن معرفته تتعلق بحالاته الذهنية، حيث يعود الوجود بالنهاية إلى العقل، ويُعتبر الله المصدر اللامتناهي لكل فكرة يتلقاها العقل.
المثالية في علم الأكسيولوجيا
يرى مناصرو المثالية أن جميع القيم تكمن في الله أو في الروح الفائقة للطبيعة. وبغض النظر عن آراءهم، يتفق هؤلاء على أن القيم أبدية. يؤمن المثاليون المؤمنون بوجود القيم الأبدية في الله، بينما يعتقد المثاليون غير المؤمنين أن القيم مطلقة وثابتة، وهي جزء من النسق المحدد للطبيعة.
الواقعية
تُعبر أفكار المدرسة الواقعية عن نفسها من خلال فهمها للميتافيزيقا، نظرية المعرفة، وعلم القيم كما يلي:
الواقعية في الميتافيزيقا
تؤكد المدرسة الواقعية على أن الواقع يحدد وفقًا لنفس القواعد التي تحكم الظواهر المادية. ترى أن التغيير ليس عرضيًا ولكنه أساسي للوجود.
الواقعية في نظرية المعرفة
تعتبر المدرسة الواقعية أن المعرفة لها وجود مستقل عن العقل، ترتبط مباشرة بنظرية ارتباط الحقيقة التي تفيد بأن الحقيقة أو الزيف لأية فكرة تُحدد من خلال علاقتها بالعالم، وما إذا كانت تعبر بدقة عن هذا الواقع. وبالتالي، يُصنف الواقعيون الحقيقة بأنها يُمكن تحديدها من خلال دراسة الظواهر الفيزيائية والقوانين الطبيعية.
الواقعية في علم الأكسيولوجيا
تعتقد الواقعية أن القيم الأخلاقية تتحدد عبر القوانين الطبيعية، وهي مستقلة عن إدراك البشر وآرائهم. لذا، فإن الأحكام الأخلاقية تصف الحقائق الأخلاقية، ويمكن التعرف على الأخلاق الثابتة من خلال دراسة الطبيعة.