تعريف المنهج الوصفي

يُعرَّف المنهج الوصفي بأنه أسلوب بحثي يهدف إلى وصف خصائص السكان من خلال جمع المعلومات اللازمة للإجابة على مجموعة متنوعة من الأسئلة المتعلقة بفئة معينة من الأفراد، والتي تشمل ماهية الظاهرة وكيفية حدوثها وتوقيت ذلك، وغيرها من الجوانب.

فالمنهج الوصفي يجمع البيانات والمعلومات القادرة على توفير إجابات على أسئلة مثل: ما هي النسبة المئوية للأفراد الحاصلين على درجة البكالوريوس ممن يعملون في برنامج (X)؟.

أو ما هو متوسط مستوى القراءة لدى الأطفال في سن الخامسة عند دخولهم رياض الأطفال؟، أو كيف تتغير أنواع الخدمات المقدمة للأطفال في مراكز رعاية الطفولة المبكرة مع تقدمهم في العمر؟، وغير ذلك الكثير من الاستفسارات.

بناءً على ما ذكر، فإن المنهج الوصفي لا يتناول الأسئلة المتعلقة بأسباب حدوث ظاهرة معينة أو النتائج المترتبة عليها، حيث تعتبر مثل هذه الأسئلة اختصاصًا لمناهج بحثية أخرى. ومع ذلك، يمكن للبيانات التي يتم جمعها بواسطة هذا المنهج أن تساهم في تحليل العلاقات الارتباطية بين المتغيرات والظواهر المختلفة.

توجد مجموعة واسعة من الأدوات والأساليب التي تُستخدم لجمع المعلومات والبيانات اللازمة للبحث الوصفي، منها على سبيل المثال: الاستطلاعات، المقابلات، المراقبة، ومناهج دراسة الحالات. وتكون البيانات المُجمّعة إما كمية أو نوعية، ثم يتم تحليلها وتقديمها بالإحصاء الوصفي.

أنواع المنهج الوصفي

هناك عدة أنواع من البحث الوصفي، نذكر منها:

  • المسح الوصفي

يسعى هذا النوع من البحث إلى جمع بيانات حول مواضيع متنوعة بهدف فهم وتحديد معدلات معينة في المجتمع أو بين مجموعات معينة. على سبيل المثال، يمكن تحديد معدل معرفة القراءة والكتابة لدى النساء تحت سن العشرين. يُعتبر المسح الميداني أحد الأدوات الفعّالة لتحقيق ذلك.

  • المسح المعياري الوصفي

يتم من خلاله مقارنة نتائج الدراسة بالمعايير المحددة، عن طريق إدراج عنصر معياري بالمسح الوصفي. مثلاً، يمكن مقارنة معدلات النمو للأطفال في مدينة معينة مع المتوسطات المعتمدة في هذا المجال، بحيث إذا كانت النتائج أكبر أو تساوي القيم النموذجية يعتبر النمو مُرضيًا.

  • الحالة الوصفية

يهتم هذا النوع بوصف المواقف والأحداث في الحياة الواقعية بشكل كمي. على سبيل المثال، لفهم العلاقة بين الأداء والأجر، يمكن إجراء بحث حول رواتب الموظفين ومهامهم.

  • التحليل الوصفي

يهدف هذا المنهج إلى تحليل الموضوعات المدروسة بشكل معمق من خلال دراسة نتائج “الحالة الوصفية”. على سبيل المثال، يمكن مقارنة نتائج الموظفين الذين يعملون من المكاتب مع أولئك الذين يعملون عن بُعد وتحليل الفروقات بينهم.

  • التصنيف الوصفي

يستخدم هذا النوع بشكل كبير في مجالات العلوم البيولوجية، حيث يساعد الباحثين على تصنيف الأنواع بشكل أسهل اعتمادًا على بيانات يتم جمعها من عدة محطات بحثية.

  • المقارنة الوصفية

يتضمن هذا النوع مقارنة بين متغيرين لتحديد ما إذا كان أحدهما يتفوق على الآخر، وذلك من خلال الاختبارات أو الاستبيانات بهدف الكشف عن المزايا والعيوب المرتبطة بكل منهما.

تطبيقات المنهج الوصفي

توجد عدة تطبيقات للمنهج البحثي الوصفي، نذكر منها:

  • تحديد خصائص المستجيبين

تستخدم الأسئلة المغلقة لاستخلاص استنتاجات معينة حول المستجيبين، حيث يمكن الدراسة أن تنظر في أنماط، سمات أو سلوكيات الأشخاص تحت الدراسة، أو تحديد آراءهم حول ظاهرة معينة. فعلى سبيل المثال، يمكن دراسة جيل الألفية لمعرفة عدد الساعات التي يقضونها في تصفح مواقع الإنترنت المختلفة؛ من أجل اتخاذ قرارات تجارية مدروسة.

  • قياس اتجاهات البيانات

يعمل الباحثون على قياس اتجاه بيانات دراسية معينة على مر الزمن باستخدام الأدوات الإحصائية لتصميم بحث وصفي، على سبيل المثال، يمكن للشركات الكبرى في مجال بيع الملابس أن تبحث في التركيبة السكانية للأعمار (24-35) و(36-45) بهدف تطوير مجموعة جديدة من الملابس الخريفية. في حال تجاهل هذه الإحصاءات، قد تتعرض العلامة التجارية للفشل.

  • إجراء المقارنات

تتبع المنظمات منهج البحث الوصفي لفهم كيفية استجابة مجموعة من الأفراد لتلقي خدمة معينة. من خلال تحليل النتائج، يمكن أن يتم التعرف على الإيجابيات والسلبيات التي لاحظها المستجيبون، مما يساعد في تحسين نوعية الخدمات المقدمة لتجنب السلبيات المستقبلية.

  • التحقق من صحة الظروف الحالية

يستخدم الباحثون المنهج الوصفي للتحقق من الظروف السائدة والأطر الأساسية لموضوع البحث. عبر مراقبة وتحليل كل متغير على حدة، يتمكن الباحثون من التعمق في فهم الظروف السائدة في منطقة معينة.