يُعتبر المذهب الحنفي، الذي يعود نسبه إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، أول المذاهب الأربعة المعروفة في الفقه. يُعدُّ هذا المذهب أحد أكثر المذاهب قبولاً داخل الأمة الإسلامية.

كما يُعرف المذهب الحنفي بأنه مذهب أهل الرأي، ويتميز بانتشاره الواسع في مختلف أنحاء العالم. ويمثل أقدم المذاهب الأربعة، ويعبر عن تجديد الفكر الفقهي من خلال التحرير الدقيق لقضاياه.

تعريف المذهب الحنفي

يمتلك المذهب الحنفي تأثيرًا كبيرًا في تطوير الفقه الإسلامي، وهو يُقسم إلى عدة أقسام. تتمثل أهميته في كونه لا يقتصر فقط على آراء الإمام أبي حنيفة، بل يشمل أيضًا آراء أصدقائه وتلاميذه.

نشأة المذهب الحنفي

  • لقد نشأ هذا المذهب في الكوفة بالعراق، حيث موطن الإمام أبي حنيفة.
  • أصبح الإمام معروفًا بفضل تميزه في العلم، مما جذب إليه العديد من الطلاب، وانتشر مذهبه في مناطق متعددة، بما في ذلك بغداد ومصر وبلاد فارس وبخارى وأغلب أراضي الهند والسند وبعض الدول اليمنية.
  • لقد عُرف اجتهاد الأئمة الأربعة، ومن بينهم الإمام أبو حنيفة، بفضل دقة الأصول والقواعد التي استندوا إليها في فقههم، وكذلك لتقواهم ومكانتهم العالية.
    • كما أن عددًا كبيرًا من الطلاب أسهموا في توضيح فقه الأئمة واستنباط الفروع والمبادئ التي وضعوها.

مؤسس المذهب الحنفي

  • الإمام أبو حنيفة هو المؤسس، وُلد عام 699 ميلادي في الكوفة، وكان من عائلة تتمتع بالعلم والدين. عُرف بكونه تاجراً كريماً.
  • نال حب الناس وأطلق عليه لقب الإمام الأعظم.
  • كان يُولي اهتمامًا بارزًا للعلم والعلماء، وكان مشغولاً بدراسة القرآن الكريم.

انتشار المذهب الحنفي وازدهاره

كان لدى طلاب الإمام أبو حنيفة منهج يستمر ليوم أو يومين أو حتى شهور في دراسة المسائل الفقهية، وبتوجيه من الإمام كان يتم توثيق الأحكام بعد استنتاجها. وقد قيل إن هناك أربعين رجلاً من أصحابه كتبوا تلك الأحكام، ومن أبرزهم:

  • أبو يوسف القاضي.
  • داوود الطائي.
  • أسد بن عمرو.
  • يوسف بن خالد السمتي.
  • يحيى بن زكريا بن أبي زائدة.
  • محمد بن الحسن الشيباني.

برز جميع أصحابه في التدوين بفضل اجتهاداتهم ودراساتهم، مما أدى إلى اعتماد كتبهم لنقل آراء أبي حنيفة وأبي يوسف.

انتشر المذهب في بلاد الشرق والمغرب العربي، وخصوصًا خلال القرن الرابع هجريًا، حيث كان له نفوذ في جزيرة صقلية. كما تزايد انتشاره في مصر أثناء الخلافة العباسية، ويستمر اليوم في الوجود في الهند والدول التركية.

للتعرف على المزيد، يمكنكم الاطلاع على ما يلي:

الأصول العامة للمذهب الحنفي

  • أولي أبو حنيفة اهتمامًا خاصًا بمصادر التشريع، سواءً كانت من الكتاب أو السنة، وله حديث مسند كما تم الإشارة إليه، وكان يتسم بالدقة في قبول الحديث وبتوسعه في القياس، وهو ما يُعرف عنه.
  • ورد عنه قوله: “أخذ بكتاب الله فإن لم أجد، أخذ بسنة رسول الله، وإن لم أجد في كتاب الله ولا سنة رسول الله، أخذت بقول أصحابه، وأخذ بقول من شئت منهم، وأدع من شئت منهم، ولا أخرج عن قولهم إلى قول غيرهم، فإذا انتهى الأمر، اجتهدت كما اجتهدوا”.

أهم كتب المذهب الحنفي

اكتسب المذهب الحنفي شهرة واسعة في العديد من البلدان، وتعددت كتبه التي تشرح أصوله وعقائده، ومن بين هذه الكتب:

  • شرح السير الكبير للإمام السرخسي.
  • المبسوط للإمام السرخسي.
  • الهداية في الفروع للمرغيناني.
  • بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني.
  • فتح القدير للكمال بن الهمام.
  • حاشية رد المحتار على الدار المختار لابن عابدين.
  • أصول الكرخي.
  • تأسيس النظر للدبوسي.