في ظل الأزمة العالمية المتزايدة حول المياه وارتفاع طلب استخدامها في مختلف الأنشطة، بدأت العديد من الدول في استغلال مياه البحار في الزراعة. تعتبر الزراعة من أكثر المجالات استهلاكًا للمياه، وبالتالي فإن تطبيق هذا النهج يشكل خطوة هامة نحو إدارة الموارد المائية بشكل فعال.
ستتناول هذه المقالة المشكلات التي يمكن حلها من خلال الزراعة باستخدام مياه البحر، بالإضافة إلى تأثير هذه الزراعة على النباتات.
الزراعة بماء البحر
- تبنت العديد من البلدان حول العالم فكرة استخدام مياه البحر لري الأراضي الزراعية بعد إجراء عمليات التحلية اللازمة.
- يرجع ذلك إلى زيادة استهلاك الماء العذب والنقص الحاد في موارده، ما أثر سلبًا على توفر مياه الشرب.
- تتطلب الأنشطة الزراعية التقليدية كميات كبيرة من الماء العذب، خاصة عند زراعة النباتات التي تحتاج إلى ري مكثف مثل الأرز.
- يمكن من خلال الزراعة بماء البحر توفير كميات هائلة من الماء العذب، ويمكن تطبيق هذه الطريقة في ري المحاصيل الزراعية في المناطق القاحلة أو شبه القاحلة.
المشكلات التي تعالجها الزراعة بماء البحر
- تلعب الزراعة باستخدام مياه البحر دورًا حيويًا في معالجة مجموعة متنوعة من المشكلات، مثل:
- توفير كميات كافية من المياه في حال نقص الماء العذب.
- تخفيف الضغوط على الأراضي الزراعية والتربة في المناطق السياحية.
- تتوفر المياه العذبة بنحو 2.75% فقط من إجمالي موارد المياه على سطح الأرض، حيث تشكل الأنهار الجليدية ما نسبته 74.5% من هذا الإجمالي، ما يصعب الوصول إليها.
- تواجه العديد من الدول، خاصة في إفريقيا بجنوب الصحراء وشبه قارة الهند، مشكلات تتعلق بندرة المياه العذبة أو تعرضها للتلوث.
- يمثل الماء العذب عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنشطة البشرية مثل الشرب، والاستحمام، والصناعات المختلفة.
- أحد أبرز الأنشطة التي يتركز عليها الإنسان هو إنتاج وتصنيع الأغذية، حيث تحتوي مياه البحر على نسبة مرتفعة من الأملاح والأيونات مقارنة بمياه العذبة، مما يساهم في توفير كميات ضخمة من الماء العذب.
- هناك العديد من الدراسات التي أجريت حول تأثير الزراعة بماء البحر، وقد أظهرت هذه الدراسات أنها تستطيع تحويل الظروف السلبية للأراضي الزراعية والتربة إلى ظروف إيجابية مثل زيادة مستوى الرطوبة.
تأثير ماء البحر على النباتات
- قد تتعرض الكائنات الحية النباتية للتسمم نتيجة لريها بمياه البحر، ويرجع ذلك إلى امتصاصها كميات كبيرة من الأملاح مثل الصوديوم والبوتاسيوم.
- تتعرض النباتات أيضًا لأشكال من الأضرار نتيجة لريها بهذه المياه، مثل:
- نمو النباتات بأوراق صغيرة الحجم مقارنة بالنمو الطبيعي عند استخدام المياه العذبة.
- تشقق سطح التربة نتيجة ضعف بنية التربة.
قابلية المحاصيل للري بماء البحر
- من المهم مراعاة أن ماء البحر غير مناسب لجميع أنواع النباتات، حيث قد يتعرض بعضها للنفوق بعد الري، بينما يمكن للبعض الآخر أن ينمو بشكل طبيعي.
- يعد نبات الخبيزة من النباتات القابلة للري بمياه البحار؛ لأنه ينمو بكثرة على شواطئ المحيطات.
- تظهر الأبحاث أن ري الطماطم بمياه البحر المُخففة والمعالجة قد يكون أكثر فائدة لها مقارنةً بالري بالمياه العذبة، حيث يزيد محتواها من المواد المضادة للأكسدة.
المشروعات الزراعية بماء البحر
- تستند المشاريع الزراعية المعتمدة على ماء البحر إلى عدة عوامل رئيسية، بما في ذلك العوامل التكنولوجية.
- تتطلب هذه المشاريع أيضًا مراعاة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية المحلية، والتي قد تكون صعبة التكرار في أماكن أخرى.
- لذا، ينبغي دراسة طبيعة المنطقة وظروفها والعوامل المحيطة بها قبل إقامة المشاريع.
- يجب مراقبتها بعناية لتجنب أي اختلالات في البيئة المحيطة، حيث يمكن أن تكون تلك البيئة هشة على الرغم من الإمكانيات الكبرى للمشاريع.
- من الضروري تنفيذ مشاريع تجريبية صغيرة في مواقع متنوعة عالميًا، لجمع البيانات اللازمة.
- تحدد فترة هذه المشاريع بين عامين إلى خمسة أعوام، مع تقييم نتائجها لتمهيد الطريق لتنفيذها على نطاق أوسع.