الصدمة العصبية تُعتبر حالة طبية خطيرة تختلف عن الصدمة النفسية، حيث تنشأ نتيجة خلل في الأنسجة والدم. إذا لم تُشَخَّص بشكل دقيق أو يُتخذ العلاج المناسب، فإنها قد تؤدي إلى تدمير الأنسجة وزيادة مخاطر الوفاة. يتم التشخيص بناءً على الأعراض التي تظهر على المريض، ولها أسباب عديدة.

تُعتبر الصدمة العصبية من الحالات المهددة للحياة، حيث تسبب انخفاضًا حادًا في ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى الوفاة. يكون هذا الانخفاض ناتجًا عن عدم انتظام الدورة الدموية في الجسم.

ما هي الصدمة العصبية؟

الصدمة العصبية تُعتبر حالة طبية خطيرة تهدد حياة الأفراد، حيث تؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم بسبب عدم انتظام الدورة الدموية. يؤدي هذا إلى العديد من المشاكل الصحية، منها فقدان وظائف الأنسجة، وقد تؤدي هذه الحالات إلى الوفاة إذا لم تتلق العلاج اللازم.

تختلف الصدمة العصبية عن الصدمة النفسية، التي تنتج عن تعرض الفرد لمواقف مؤلمة نفسيًا، بينما الصدمة العصبية تنجم عن تغيرات في توزيع الدم في الجسم، مما يجعلها نوعاً مختلفاً من الصدمات في نظام الدوران.

الجهاز العصبي المركزي، الذي يتكون من المخ والحبل الشوكي، مسؤول عن التحكم في الأعصاب وتنظيم تدفق الدم إلى جميع أجزاء الجسم. عند إصابة الحبل الشوكي، قد يتعطل عمل هذه الأنظمة، مما يفسد قدرة الأوعية الدموية على أداء وظيفتها. ونتيجة لذلك، يقل تدفق الدم إلى الدماغ والقلب والرئتين، مما يُعرِّض الشخص للصدمة العصبية.

كيفية التعرف على الصدمة العصبية

يمكن للطبيب تحديد إصابة المريض بالصدمة العصبية من خلال الأعراض التي يلاحظها أثناء الكشف، بالإضافة إلى قياس ضغط الدم والفحص البدني. قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الاختبارات لتحديد مدى خطورة الحالة، ومن هذه الاختبارات:

  • الرنين المغناطيسي: هو اختبار مهم للغاية في حالة وجود مشاكل في العمود الفقري أو أي آلام ظهر تؤدي إلى الصدمة العصبية.
  • الأشعة المقطعية: تُظهر شدة الصدمة العصبية وتساعد في تحديد ما إذا كانت هناك أعراض مرتبطة بالحبل الشوكي أو إذا كان المريض يعاني من مشاكل داخلية أو نزيف.
  • اختبارات البول: تظهر وجود علامات على الإصابات، حيث قد تؤدي إصابات العمود الفقري إلى صعوبة في التبول أو سلس البول.

أعراض الصدمة العصبية

هناك مجموعة من الأعراض التي تشير إلى وجود الصدمة العصبية، منها:

  • انخفاض مفاجئ في ضغط الدم نتيجة لتوسع الأوعية الدموية.
  • شعور المريض بالدوار والغثيان، وربما الإغماء.
  • زيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد مما يُظهر لونًا ورديًا وحرارة دافئة.
  • شعور المريض بزيادة في التعرق.
  • انتفاخ مؤلم في منطقة القضيب لدى الذكور بسبب انبساط الأوعية الدموية.
  • شحوب في البشرة وتحديق في الفراغات.
  • صعوبة في التنفس وبطء في ضربات القلب في حالات الصدمة العصبية الشديدة.
  • زرقة في الشفاه والأصابع.
  • آلام في الصدر بسبب إصابة العمود الفقري.
  • ضعف ملحوظ في نبضات القلب.
  • انخفاض ملحوظ في حرارة الجسم.

أسباب الصدمة العصبية

تُعتبر إصابة الحبل الشوكي السبب الرئيسي وراء حدوث الصدمة العصبية، ويعزى ذلك أيضًا إلى خلل في وظيفة الجهاز العصبي الودي، الذي يلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على وظائف الجسم أثناء النشاط البدني.

يشمل ذلك توسيع مجرى التنفس، وتعزيز عمل القلب، ورفع ضغط الدم. وهناك أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث الصدمة العصبية، ومنها:

  • إصابات العمود الفقري، مثل الطلق الناري أو الإصابات الناتجة عن ممارسة الرياضة أو الحوادث.
  • استخدام الأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي الذاتي، والذي له تأثير كبير على التنفس ووظائف الجسم التلقائية.
  • أخطاء في التخدير القطني قد تؤدي أيضًا إلى حدوث الصدمة العصبية.

آثار الصدمة العصبية

آثار الصدمة العصبية عديدة وخطيرة، حيث يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، إذ تؤثر على كافة الأنشطة الحيوية التي يقوم بها الجسم. كما أن هذه الأنشطة ضرورية لعمل الجسم بشكل سليم، ومن آثارها الشائعة:

  • التأثير على القدرة العقلية مما يسبب عدم الاستقرار أو حالات فقدان الوعي.
  • حدوث دوار وإغماء بشكل مفاجئ، مما يمكن أن يسبب مخاطر كبيرة، خاصة أثناء قيادة السيارة ليلاً.
  • قلة تدفق الدم إلى الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وقد يتسبب في الوفاة إذا لم يتم العلاج المناسب بشكل سريع.
  • في حالة فقدان الوعي، يجب تجنب أي حركة حتى يتم استدعاء الطبيب أو نقل المصاب إلى المستشفى.

علاج الصدمة العصبية

تتطلب الصدمة العصبية رعاية طبية دقيقة نظرًا لخطورتها، حيث إنه إذا لم يتلقَ المريض العلاج فقد يُعرِّض نفسه للموت.

يتعين أن يتم العلاج بشكل فوري لتجنب تفاقم الحالة. يهدف العلاج إلى تحسين تدفق الدم وتزويد الأنسجة بالأكسجين الضروري. ويختلف العلاج من حالة لأخرى بناءً على السبب الكامن وراء الصدمة العصبية.

تبدأ خطوات العلاج بإعطاء السوائل عن طريق الوريد للحفاظ على استقرار الضغط الدموي.

قبل البدء بالعلاج، يُفضّل أن يقوم الطبيب بتثبيت حركة المريض لتجنب أي مضاعفات. تُعتبر المرحلة الأولى من العلاج هي استخدام المقبضات الوعائية.

تشمل العلاجات المفضلة منه: الإيبينيفرين، الدوبامين، الأتروبين، النور إيبينيفرين، والفازوبريسين. قد لا تؤثر هذه العلاجات في حالات الصدمة العصبية المرتبطة بإصابات العمود الفقري.

إذا ظهرت أعراض دوار وغثيان وآلام في الصدر مع فقدان الوعي، فإنه يتوجب اتخاذ إجراءات طبية عاجلة للحيلولة دون فقدان حياة المريض.

وأثناء فترة العلاج، يُنصح بعدم ممارسة أي مجهود بدني أو نشاطات شاقة لتجنب تقليل السوائل في جسمه.