أرسل الله العديد من الرسل، ومن بينهم يوشع بن نون، وهو شخصية نبوية ذُكرت قصتها في القرآن الكريم. تعتبر هذه القصة من أبرز القصص التي ذكرها الله سبحانه وتعالى، وفي هذا المقال سنستعرض اسم نبي الله المرافق ليوشع بن نون وبعض التفاصيل المتعلقة به.

من هو يوشع بن نون

يوشع بن نون عليه السلام هو أحد المرسلين الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل، ويعود نسبه إلى نبي الله إبراهيم. وقد أشار بعض العلماء إلى أنه كان ابن أخت النبي موسى عليهما السلام، ويتفق الفقهاء على أنه مذكور في القرآن الكريم.

يوشع بن نون: اسم فتى نبي

في القرآن الكريم، تم ذكر قصة يوشع بن نون مع أحد الأنبياء في سورة الكهف، حيث استعرض الله في تلك السورة قصة موسى أثناء طوافه للقاء الخضر، كما جاء في قوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} [سورة الكهف: 60].

قصة تيه بني إسرائيل

بعد خروج بني إسرائيل من مصر برفقة النبي موسى، الذي أنقذهم من طغيان فرعون، أُمروا بدخول أرض فلسطين، لكنهم رفضوا واستداروا على أعقابهم، رافضين دخول الأرض المقدسة رغم أن ذلك كان أمرًا إلهيًا. وجاء ردهم لموسى بشكل مؤسف عندما قالوا: “اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون”، حيث تملكهم الخوف من الجبارين في الأرض المقدسة، مما أغضب الله عليهم بسبب عصيانهم وفقدان ثقتهم به، فقرر الله أن يفرض عليهم التيه في صحراء سيناء لمدة أربعين عامًا.

شاهد ايضاً:

يوشع بن نون ودوره في تيه بني إسرائيل

عاقب الله بني إسرائيل بتلك الفترة من التيه لحكمة لا يعلمها إلا هو. خلال الأربعين عامًا التي عاشها اليهود في ضياعهم في صحراء سيناء، انقرض الجيل الذي نشأ على الخنوع والاستعباد في مصر، وظهر جيل جديد سيكون له دور في فتح الأرض المقدسة. وكانت حكمة الله في ذلك ليست عبثًا، حيث ظهر العقاب بشكل عذاب لهم، ولكنه كان أيضًا رحمة للأجيال المقبلة، إذ أن الحياة الصعبة في الصحراء أدت إلى نشوء جيل قوي قادر على التغلب على التحديات والانتصار.

شاهد ايضاً:

فتح يوشع بن نون للأرض المقدسة

قاد يوشع بن نون عليه السلام أتباعه من بني إسرائيل لفتح بيت المقدس، وذلك بعبوره لنهر الأردن نحو أريحا، المدينة الأكثر تحصينًا للجبارين. قام بحصار المدينة لمدة ستة أشهر حتى سقطت أسوارها. ومن المعروف عن يوشع أنه أقام دعاءً إلى الله لحبس الشمس، إذ أوشكت الشمس على الغروب خلال المعركة الحاسمة، وهو ما كان محرمًا على اليهود أن يباشروا أعمالهم في يوم السبت، فأستجاب الله لدعائه وحبس الشمس حتى انتهت المعركة.

شاهد ايضاً:

انتصارات يوشع بن نون

نجح يوشع بن نون في الانتصار في المعركة الحاسمة، مما أتاح لبني إسرائيل دخول فلسطين للمرة الأولى في تاريخهم. ولكنهم سرعان ما فقدوا هذه الأراضي بسبب إفسادهم، ليحرمهم الله منها تحريمًا كاملًا وأبديًا، وقد تم ذكر زوالهم الأخير في القرآن الكريم. يوشع بن نون عليه السلام هو فتى نبي الله موسى، وقد تم ذكره في الآية 60 من سورة الكهف، ومعجزته تعتبر من أبرز المعجزات في الإسلام، ونتعلم من سيرته أن الله سبحانه وتعالى لا يعين إلا المؤمنين المخلصين حتى في مواجهة أقوى الجبارين.