لقد واجهت المؤسسات تحديات متعددة نتيجة للتطورات الكبيرة التي شهدتها في الآونة الأخيرة. لذلك، نستعرض مفهوم البيئة التسويقية وخصائصها. إذ أن المؤسسة تعمل في بيئة محددة تقدم من خلالها خدماتها ومنتجاتها، فمن الضروري أن تدرك تركيبة هذه البيئة والاضطرابات التي قد تحدث فيها. من خلال هذا المقال، سنتناول خصائص هذه البيئة بشكل أكثر تفصيلاً.

تعريف البيئة التسويقية

نظرًا لأهمية هذه البيئة وتعقيد عناصرها، نشأ جدل بين الباحثين حول تعريفها. فقد سعى كل منهم إلى تحليلها وفقاً للأهداف المحددة. اتفقت إيمري وتريست على أن البيئة التسويقية تتكون من مجموعة من القيود التي تؤثر في سلوك المنظمة. كما أن البيئة التي تتفاعل معها المنظمة تتبع نماذج وأساليب معينة تساهم في نجاحها واستمراريتها وتحقيق أهدافها.

تعتبر البيئة التسويقية مجموعة من القوى المتواجدة في البيئة الخارجية التي تؤثر على كيفية تنفيذ المؤسسة لعملياتها. كما تلعب دوراً حيوياً في قدرة إدارة التسويق على اتخاذ قرارات فعالة بشأن الإعلانات وتطوير علاقات مثمرة مع السوق. وتشمل البيئة التسويقية عناصر قد تكون داعمة أو معيقة لتقدم المؤسسة.

خصائص البيئة التسويقية

تعاني المؤسسات من صعوبات اقتصادية نتيجة التعقيدات وعدم الاستقرار الناتج عن التطورات الكبيرة في معظمها. ونظرًا لأن المؤسسة تعمل في سياق معين، يجب عليها فهم مكونات ذلك السياق والتحديات المرتبطة به، وكذلك استيعاب الفرص والتهديدات التي يمكن استغلالها أو تجنبها. فيما يلي أهم خصائص البيئة التسويقية.

1 – التفرد والتميز

تمتلك كل منظمة بيئة فريدة، سواء كانت داخليّة أو خارجيّة. المتغيرات البيئية تؤثر بشكل متفاوت على كل منظمة. على سبيل المثال، لا تؤثر العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنفس الدرجة على جميع المؤسسات، حيث يختلف التأثير بناءً على نشاط كل منظمة وطبيعتها.

2 – الطبيعة الديناميكية للبيئة وعدم الاستقرار

تتميز العوامل البيئية بتغيرها المستمر وعدم استقرارها، حيث إن مكوناتها وعواملها تشهد تغيرات سريعة ومستمرة.

3 – صعوبة السيطرة على المتغيرات

يعد من الصعب على المؤسسة التأثير في العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، بينما تستطيع التأثير في بعض العوامل المرتبطة بالبيئة الداخلية والخاصة بها.

4 – التعقيد

ينتج عن التنوع والاختلاف في العوامل والعناصر ضمن الإطار الإداري والإجرائي. ولكي تتمكن المنظمة من التكيف مع هذا التنوع، تحتاج إلى الاستعانة بالمعرفة الإدارية والمعلومات المتقدمة.

شاهد أيضاً:

5 – التأثير المتبادل بين مكونات العوامل البيئية

توجد علاقة تفاعلية مستمرة بين هذه المكونات، حيث يمكن أن تتأثر العوامل السياسية بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل من الصعب فصل تأثير هذه المتغيرات عن بعضها.

شاهد أيضاً:

6 – عدم اليقين

تعتبر قلة المعلومات حول المتغيرات البيئية من الأسباب الرئيسية التي تساهم في زيادة عدم اليقين، مما يجعل من الصعب على متخذ القرار تقييم الأحداث بشكل كامل. وهذا قد يؤدي إلى تعرض المنظمة لمشكلات وتكاليف إضافية نتيجة العمل في ظروف بيئية معقدة. يركز عدم اليقين على ثلاثة جوانب رئيسية:

  • نقص المعلومات المتعلقة بالبيئة في سياق اتخاذ القرار.
  • عدم القدرة على التنبؤ بتأثيرات المتغيرات البيئية على مستقبل المنظمة.
  • صعوبة تحديد درجة الشمولية للأحداث.

شاهد أيضاً:

7 – الاعتمادية

تسود العلاقة المتبادلة بين المنظمات، حيث تنشأ هذه العلاقة من خلال التعاون في الموارد النادرة التي تعتبر أساسية لتمييز المنظمات عن بعضها. فالمؤسسات الفعالة هي التي تستطيع جذب واستغلال هذه الموارد، مما يمنحها الاستقلالية ويفضلها عن غيرها.

8 – ظروف السوق

تعبّر هذه السمة عن الهيكل السوقي الذي تحدد فيه مدى تعقيد واعتمادية ونوع تنوع ظروف السوق.

9 – العدائية

يمكن أن تنقسم البيئة في بعض الأحيان إلى بيئات عدائية، حيث يظهر ذلك من خلال عدم قبول العملاء للمنتجات أو الخدمات المقدمة، أو في حالة وجود منافسة حادة تنافساً غير متكافئ. إن لهذه السمة تأثيراً كبيراً على مستقبل المنظمة ويشكل تحدياً لصانعي القرار.

10 – التنوع

يشير هذا إلى وجود عدد كبير من الموردين والعملاء والمستخدمين عبر قطاعات متنوعة، بالإضافة إلى تنوع المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات ورغبات مختلفة.

من خلال هذا المقال، تعرفنا على مفهوم البيئة التسويقية وخصائصها، التي يمكن تلخيصها على أنها مجموعة من العوامل التي تشمل عناصر داخلية مثل الموظفين والمساهمين وتجار التجزئة والعملاء، بالإضافة إلى العوامل الخارجية مثل المناخ الثقافي والاجتماعي والقانوني والديموغرافي، وكذلك القوى التسويقية الخارجية الأخرى.