يُعتبر الفهم الدقيق للفارق بين اللغة واللهجة من الموضوعات التي تثير بعض اللبس عند العديد من الأفراد، حيث أن هناك ارتباط وثيق بينهما.
سنتناول في هذا المقال توضيح الفروق بين اللغة واللهجة، بالإضافة إلى بعض النقاط ذات الصلة.
التفريق بين اللغة واللهجة
- يختلط مفهوم اللغة واللهجة لدى الكثير من الأشخاص في مختلف دول العالم.
- لذا، يسعى العديد من الأفراد إلى البحث عبر الإنترنت عن الفروق الأساسية بينهما، بهدف التعرف على تلك الفروقات.
- تُعتبر اللغة شكلًا من أشكال التواصل البشري، حيث يستخدم الناس أصواتهم للتعبير عن الأفكار.
- وتتمثل في كونها وسيلة التواصل التي تميز البشر عن سائر الكائنات الحية.
- كما أنها تتيح تعبيرًا واضحًا عن الذات، وتمثل محورًا أساسيًا من عوامل التلاقح الثقافي بين الأمم.
- تندرج اللهجة تحت مسمى اللغة، حيث يمكن اعتبارها نمطًا يعتمده الناس في منطقة معينة أو بلد محدد.
- ويمكن أن تحتوي اللغة الواحدة على لهجات متعددة.
- وتتشكل اللهجات كنماذج فرعية من اللغة بعد نشأتها.
- في أي دولة، قد نجد لهجات متعددة، حيث كل منطقة تتحدث باللهجة الخاصة بها.
- يمكن أن تتواجد في بلد واحد عشرات من اللهجات رغم أنها تتحدث بلغة واحدة.
- يتمثل الفرق بين اللغة واللهجة في أن اللهجة تمثل الشكل الذي يتحدث به الأفراد اللغة.
- وعليه، تُعتبر اللهجة مجموعة فرعية من اللغة وتتميز بجوانب فريدة.
- تُصنّف اللهجات إلى نوعين رئيسيين: اللهجات الجغرافية والاجتماعية.
فهم اللغة
- اللغة تُعرف بأنها وسيلة تُستخدم للتعبير عن الأفكار بواسطة الأصوات.
- فالعملية التواصلية تتطلب نقل الأفكار عبر الأصوات لتكون ذات دلالة.
- في معجم أكسفورد الإنجليزي، تُعرف اللغة على أنها أسلوب التواصل بين البشر.
- يمكن أن تتخذ شكلين: مكتوب أو منطوق، وتتألف من استخدام الكلمات بطريقة منظمة.
- بالإضافة إلى ذلك، تعرف في دائرة المعارف البريطانية بأنها نظام يتألف من رموز صوتية معينة.
فهم اللهجة
- تُعتبر اللهجة تجسيدًا من أشكال اللغة، لكنها تعبرعن المناطق الجغرافية المحددة.
- عرف الخليل في معجم العين اللهجة بأنها جرس الكلام أو طرف اللسان.
- وتُعتبر فصيح اللهجة، حيث تشكل أساس اللغة التي اشتقت منها.
- وفي قاموس أكسفورد الإنجليزي، تُعرّف اللهجة باعتبارها شكلًا من اللغة يتم استخدامه بشكل خاص من قبل مجموعة اجتماعية معينة.
- فمثلاً، اللهجة اليونانية تُعتبر اللغة الأساسية للمجموعة الناطقة باليونانية.
- علاوة على ذلك، تتفرع مجموعات اللغات إلى عدة لهجات.
- بينما تتواجد العديد من اللغات مثل الجرمانية واليونانية واللاتينية وغيرها.
- تندرج جميع هذه اللغات تحت عائلة تُسمى الأسرة الهندية الأوروبية البدائية.
- وتعرف أيضًا بأسرة اللغات الجرمانية الهندية.
- كل مجموعة من هذه اللغات يتفرع عنها العديد من اللهجات.
- وبحسب بعض علماء اللغة، تظهر اللهجات غالبًا في أشكال غير واضحة من اللغات الأم.
- عندما نتحدث عن اللهجات، يظن البعض أنها تعبر عن الطريقة التي يتم التحدث بها في المناطق الريفية، وهذا ما يعرف باللهجات الجغرافية.
- ومع ذلك، يجري الحديث في المناطق الحضرية أيضًا بخصائص لهجات تميز سكانها.
تطور واللهجات
- تتطور اللهجات من اللغات الأصلية من خلال الاختلافات والتغيرات على مر الزمن.
- كلما زادت الفجوة بين اللهجة واللغة الأصلية، يمكن أن تتطور اللهجة لتصبح لغة قائمة بذاتها.
- وبهذه الطريقة، تتشكل اللغات المختلفة من اللغات الأم.
- إذا افترضنا أن الناس في السابق كانوا يستخدمون لغة واحدة في منطقة معينة، ثم تزايد عددهم وانتشروا في مناطق جغرافية متعددة.
- مما سينتج عنه تنوع في اللغات واللهجات.
- ويعرف أن لكل منطقة ظروف بيئية خاصة بها.
- على سبيل المثال، إذا عاش الناس في الغابات، فإنهم سيجهلون عناصر الصحراء أو البحر.
- مع مرور الوقت، بدأ الإنسان يتأثر بمحيطه وأصبح لسانه يأخذ شكلًا مختلفًا عن اللغة الأم، مما أسفر عن ظهور اللهجات.
- ومع مرور الأجيال، قد تصبح هذه اللهجة بعيدة عن اللغة الأصلية وتصبح لغة مستقلة.
- يمكن توضيح ذلك من خلال اللغات التي نشأت من اليونانية القديمة، أو اللغة الإنجليزية وتطورها، كما في أسلوب كتابة شكسبير.
تأثير اللغات واللهجات
- يتأثر كل من اللغة واللهجة بالعديد من العوامل المختلفة المحيطة بالشعوب.
- توجد عوامل متعددة تساهم في تطوير اللغات وتغيير اللهجات.
- ومع ذلك، تحت بعض الظروف، قد تبقى بعض اللغات بدون تغيير أو تطوير.
- فمثلًا، اللغة العربية يمكن اعتبارها واحدة من اللغات التي لم تتأثر كثيرًا، حيث أنها لغة القرآن الكريم.
- ترتبط اللغة العربية ارتباطًا وثيقًا بالدين الإسلامي والتاريخ العريق، وتعتبر اللغة الأم في معظم الدول العربية.
- إلا أنها تضم مجموعة لا تحصى من اللهجات العربية.
- من الجدير بالذكر أن الدين الإسلامي انتشر خارج البلدان العربية، مما أسهم في إدخال اللغة العربية إلى مناطق جديدة، مما دفع العلماء لضبط قواعد اللغة بناءً على القرآن الكريم والتراث العربي.
- في السنوات الأخيرة، لوحظ تطور ملحوظ في اللهجات العربية وزيادة في الاختلافات بينها.
- يعود ذلك إلى دخول مصطلحات جديدة ذات أصول أجنبية.
- حيث لعبت وسائل الإعلام الحديثة مثل الإذاعة، التلفاز، والإنترنت دورًا كبيرًا في ذلك.
- بالإضافة إلى تأثير الاستعمار والاحتلال على بعض الدول العربية كفلسطين والعراق.
- نتيجة لذلك، تشكلت لهجات جديدة في العالم العربي.