تاريخ شجرة الزيتون الأسود يمتد عبر الزمن، حيث تُعتبر شجرة الزيتون الصغيرة، والتي تُعرف علميًا باسم “Olea europaea”، واحدة من الأشجار الأكثر أهمية وتاريخاً في المنطقة المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط.

تنحدر هذه الشجرة من المناطق الساحلية في شرق البحر الأبيض المتوسط والتي تشمل سوريا وأجزاء من آسيا الصغرى وشمال إيران. يمكنكم متابعة موقع مقال للتعرف على جميع جوانب التاريخ القديم والحديث لشجرة الزيتون الأسود.

شجرة الزيتون

تُعرف شجرة الزيتون (بالإنجليزية: Olive) بأنواعها المختلفة التي تندرج تحت الاسم العلمي “Olea europaea”، مما يعني “زيتون أوروبا”. تنتمي إلى عائلة “Oleaceae”، وتُعتبر جزءًا من التراث الزراعي والتقليدي للبلدان الواقعة حول البحر الأبيض المتوسط، حيث تُزرع في معظم تلك الدول.

إلى جانب زراعتها في الدول المذكورة، تزرع شجرة الزيتون أيضاً في أمريكا الجنوبية، جنوب إفريقيا، الهند، الصين، أستراليا، نيوزيلندا، المكسيك، والولايات المتحدة. تُعتبر ثمارها، التي تُعرف أيضاً بالزيتون، ذات أهمية زراعية كبيرة كمصدر لزيت الزيتون، بما يمثل جزءاً أساسياً لا يتجزأ من المطبخ المتوسطي.

تضيف الشجرة وثمارها اسماً لعائلة النبات، والتي تشمل أيضاً أنواعاً مثل الليلك، الياسمين، والفورسيثيا، وأشجار الرماد.

شجرة الزيتون – الوصف

وصف الشجرة

شجرة الزيتون هي شجرة دائمة الخضرة، تنتشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وآسيا وأفريقيا. تميزها قصرها وشكلها القرصي، حيث يتراوح ارتفاعها بين 8 إلى 15 متراً، ومن الأنواع النادرة المعروفة هذا الارتفاع هو نوع “Pisciottana”، الذي ينمو فقط في المنطقة المحيطة ببلدة بيسكيوتا في جنوب إيطاليا ويضم حوالي 40,000 شجرة.

أوراقها الفضية الخضراء بيضاوية الشكل، يبلغ طولها من 4 إلى 10 سم وعرضها من 1 إلى 3 سم.

وصف الأزهار

تنمو الأزهار الصغيرة البيضاء ذات الريش على الشجرة، وتمتاز بكأس ذو عشرة أشكال وميسمين متفرعين، توجد عادة على خشب العام السابق بين محاور الأوراق.

وصف الثمرة

تتميز ثمار الزيتون بصغر حجمها، حيث يتراوح طولها بين 1 إلى 2.5 سم. عند نضوجها، يكون لحمها أقل سمكاً في الأنواع البرية بالمقارنة مع تلك التي تُزرع. يتم حصاد الزيتون في مراحل مختلفة من النضوج، بدءاً من اللون الأخضر إلى البنفسجي، وغالباً ما يُظلّم الزيتون الأسود بطرق صناعية.

يمكن أن يحتوي الزيتون على مادة الغلوكونات الحديدية لتحسين مظهره، وتحتوي الثمرة عادةً على بذور داخلها.

التاريخ القديم والحديث لشجرة الزيتون الأسود

التاريخ القديم

  • تشير الأدلة الأحفورية إلى أن شجرة الزيتون نشأت قبل حوالي 20-40 مليون سنة، في الفترة الأوليغوسينية، في المناطق التي تعرف الآن بإيطاليا وحوض شرق البحر الأبيض المتوسط.
  • تم زراعة الزيتون لأول مرة قبل حوالي 7000 عام في المناطق المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط.
  • يبدو أن الزيتون الصالح للأكل قد عاش مع البشر لآلاف السنين منذ أوائل العصر البرونزي (3150 إلى 1200 قبل الميلاد).
  • تعود أصول الزيتون إلى بلاد الشام، استنادًا إلى الألواح المكتوبة والبذور والشظايا الموجودة في المقابر القديمة.
  • تم العثور على حبوب لقاح أوليا الأحفورية في مقدونيا ومناطق أخرى حول البحر الأبيض المتوسط، مما يشير إلى أن هذا الجنس ينتمي إلى نباتات البحر الأبيض المتوسط.
  • تم اكتشاف أوراق متحجرة لشجرة الزيتون في تربة أحفورية بجزيرة سانتوريني اليونانية، تعود لأكثر من 37000 سنة. كما وُجدت آثار يرقات ذبابة الزيتون على هذه الأوراق، مما يدل على استمرارية العلاقة التطورية بين النبات والحيوانات.
  • بحلول 3000 قبل الميلاد، كانت زراعة الزيتون قد انتشرت تجارياً في جزيرة كريت، حيث ساهمت في ثراء الحضارة المينوية.

التاريخ الحديث – خارج البحر الأبيض المتوسط

  • ليس الزيتون موطنًا للأمريكيين، بل جلب المستعمرون الإسبان الزيتون إلى أمريكا، حيث ازدهرت زراعته في بيرو وتشيلي والأرجنتين.
  • أنشأ أنطونيو دي ريفيرا أولى مزارع الزيتون في ليما عام 1560.
  • زادت زراعة الزيتون بشكل سريع في وديان ساحل المحيط الهادئ الجاف في أمريكا الجنوبية، حيث كان المناخ مشابهًا للمناخ المتوسطي.
  • قام المبشرون الإسبان بزراعة الزيتون في كاليفورنيا خلال القرن الثامن عشر، بدءًا من الإرسالية الدينية في سان دييغو عام 1769 أو حوالي 1795.
  • بحلول عام 1838، لم يتم العثور سوى على بستانين من الزيتون في كاليفورنيا.
  • تحولت زراعة الزيتون تدريجيًا إلى مشروع تجاري ناجح منذ ستينيات القرن التاسع عشر.
  • تمت زراعة الزيتون في اليابان لأول مرة عام 1908 في جزيرة شودو، والتي أصبحت مركزاً لزراعة الزيتون.
  • تُقدر عدد أشجار الزيتون في العالم اليوم بما لا يقل عن 865 مليون شجرة، ويمثل البيت الأبيض دول البحر الأبيض المتوسط النسبة الكبرى.

دلالات رمزية لشجرة الزيتون الأسود في الأديان

لطالما كان زيت الزيتون مقدسًا، ومثل غصن الزيتون رمزًا للوفرة والمجد والسلام عبر التاريخ.

تم تقديم الأغصان المورقة للشجرة بشكل طقسي للآلهة، وشخصيات بارزة كرمز للبركة والطهارة، ولا يزال زيت الزيتون يستخدم في العديد من الاحتفالات الدينية، حيث يعتبر الزيتون رمزًا للحكمة والخصوبة والقوة والنقاء.

بالنسبة لقيمة شجرة الزيتون في الديانات السماوية:

اليهودية

كان الزيتون جزءاً أساسياً من المطبخ اليهودي القديم، حيث استخدم زيت الزيتون في الطهي والإضاءة والمراهم اللازمة للمناصب الدينية. كما ورد ذكر شجرة الزيتون في الكتاب المقدس العبري.

المسيحية

تم ذكر جبل الزيتون عدة مرات في العهد الجديد للكتاب المقدس، وتلعب شجرة الزيتون وزيت الزيتون دورًا مهمًا في السياق الكتابي.

الإسلام

ذكرت شجرة الزيتون وزيت الزيتون في القرآن الكريم سبع مرات، وأشاد بزيت الزيتون كمصدر لتنمية الصحة. وقد لفظ النبي محمد: “كَلُوا الزَّيْتَ وَادَّهِنُوا بِهِ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ” (سنن الدارمي 69: 103).

يستخدم الزيتون بديلًا للتمور أثناء صيام رمضان، كما تستخدم أوراق شجرة الزيتون كبخور في بعض الدول الإسلامية المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط.

استخدامات شجرة الزيتون الأسود

تُزرع شجرة الزيتون من أجل إنتاج زيت الزيتون، الخشب الناعم، أوراق الزيتون، وتجميل الحدائق، بالإضافة إلى ثمار الزيتون.

يتم تحويل حوالي 90% من الزيتون المقطوع إلى زيت، بينما يستخدم ما يقرب من 10% كزيتون مائدة.

يُعتبر الزيتون جزءاً من “الثالوث” الغذائي الأساسي في المطبخ المتوسطي، حيث يشمل العنصرين الآخرين القمح، والعنب.

خشب الزيتون

يتميز خشب الزيتون بقوة شجره، ويرتفع سعره نتيجة لمتانته، لونه الفريد، ودرجة حرارة احتراقه العالية. يتم استخدام خشب الزيتون بطرق متعددة:

  • أواني المطبخ.
  • الأوعية الخشبية المنحوتة.
  • ألواح التقطيع.
  • الأثاث الفاخر.
  • الأغراض الزخرفية.

خشب الزيتون يتميز بلونه الأصفر أو البني المخضر الفاتح ومزخرف بحبيبات عميقة، مما يجعله مرغوبًا في النجارة.

استخدامات الزينة

شجرة الزيتون تُستخدم بشكل شائع في تصميم المناظر الطبيعية الحديثة بفضل شكلها الجميل وأوراقها الرمادية الفضية.

استخدامات الطهي

تُصنف زيتون المائدة حسب مرحلة النضوج قبل الحصاد كما يلي:

  • الزيتون الأخضر يُقطف قبل النضوج، وعادة ما يكون في درجات خضراء وصفراء، ويحتوي على مواد كيميائية قد تكون مُرَّة.
  • الزيتون شبه الناضج يُقطف عندما يبدأ في تغيير لونه من الأخضر إلى ألوان متعددة.
  • الزيتون الناضج يُقطف في المرحلة النهائية من النضوج، حيث يكون لونه أرجوانيًا أو بنيًا أو أسود.
  • لاستبعاد مرارة الزيتون، قد يستخدم المنتجون تجارب كيميائية لتحسين طعمه.
  • عند التعليب، يتم حفظ الزيتون في محلول ملحي تحت حرارة عالية ليظل طازجًا.

يمكنكم الاطلاع أيضاً على:

القيمة الغذائية للزيتون

  • توفر 100 جرام من الزيتون الأخضر المعالج 146 سعرة حرارية، وهي مصدر غني بفيتامين “E” (25٪ من القيمة اليومية)، وتحتوي على كمية كبيرة من الصوديوم (104٪ من القيمة اليومية).
  • تحتوي الزيتون الأخضر على 75٪ ماء، 15٪ دهون، 4٪ كربوهيدرات، و1٪ بروتين.
  • تختلف نسبة البوليفينول في ثمار الزيتون مع نضوجها، وأيضًا خلال معالجتها.
  • محتوى البوليفينول في الزيتون الأسود الطازج 117 ملغ لكل 100 غرام، بينما في الزيتون الأخضر يبلغ 161 ملغ لكل 100 غرام.
  • تتضمن مكونات الزيتون عدة أنواع من مادة البوليفينول، ومن أبرزها التيروزولات.
  • المذاق المُر للزيتون الناشئ عن مركب الأوليوروبين يتحلل أثناء عملية العصر.
  • تختلف محتويات البوليفينول حسب صنف الزيتون وطريقة التحضير.