السكك الحديدية البخارية في المغرب
فيما يلي توضيح شامل لهذا الموضوع:
تاريخ السكك الحديدية البخارية في المغرب
تعود جذور السكك الحديدية البخارية في المغرب إلى فترة الاستعمار الفرنسي، حيث لم تكن هناك أية قطارات بخارية في المغرب قبل عام 1908. في ذلك الوقت، كانت الدول المجاورة مثل تونس والجزائر، التي خضعت أيضاً للاحتلال الفرنسي، قد وضعت بالفعل شبكات سكك حديدية تمتد عبر الأراضي على طول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.
بعد دخول المغرب تحت الاستعمار الفرنسي إثر معاهدة فاس عام 1912، برزت حركات مقاومة من قبل القبائل الأمازيغية ضد الاحتلال الفرنسي، مما أدى إلى نشوب حرب في عام 1914. وهذا الأمر أظهر الحاجة الملحة لدى الفرنسيين لإنشاء نظام نقل يسهل التنقل ونقل الإمدادات العسكرية، نظراً لاتساع مساحة المغرب وتعقيد تضاريسه الطبيعية.
كانت الخطة منذ البداية تقضي بتحويل السكك الحديدية البخارية في المغرب إلى نظام كهربائي، حيث بدأ تطبيق ذلك على خط الدار البيضاء في عام 1927، وكان هذا الخط جزءاً أولياً من خطة تطوير الشبكة.
تستمر شبكة السكك الحديدية البخارية في المغرب، التي تمتد لحوالي 1770 كم، في العمل بكفاءة وجودة عالية حتى يومنا هذا. تعتبر هذه الشبكة من بين أفضل خطوط السكك الحديدية على مستوى العالم، وقد بدأت خدماتها للمدنيين رسمياً منذ عام 1915، مما كان له دور إيجابي في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتعزيز التطوير في البلاد.
الشركات المسؤولة عن السكك الحديدية في المغرب
كانت شبكة السكك الحديدية في المغرب تحت إدارة شركتين رئيسيتين في مجال النقل بالسكك الحديدية:
شركة السكك الحديدية المغربية
الشركة المسؤولة عن إدارة السكك الحديدية البخارية في المغرب كانت تُعرف بشركة السكك الحديدية المغربية، وعلى الرغم من اسمها، إلا أنها كانت تمثل شركة مساهمة تابعة للحكومة الفرنسية، والتي استحوذت على السكك الحديدية في المغرب من خلال استثمارات في هذا القطاع.
شركة السكك الحديدية الفرنسية الإسبانية بين طنجة وفاس
تحت الانتداب الإسباني في الجزء الشمالي من المغرب، الذي تم تحديده بموجب الاتفاقية الفرنسية الإسبانية الموقعة في عام 1912، قامت إسبانيا بالتعاون مع فرنسا لإنشاء شركة السكك الحديدية الفرنسية الإسبانية بين طنجة وفاس، والتي اعتُبرت واحدة من أكبر شركات السكك الحديدية في البلاد.
بعد استقلال المغرب عن الاستعمار الفرنسي والإسباني عام 1963، تم دمج الشركتين تحت كيان جديد يُسمى المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربية (ONCFM)، ليصبح المسؤول قانونياً ورسمياً عن كافة خدمات السكك الحديدية في البلاد.
تطور السكك الحديدية البخارية في المغرب
في أوائل السبعينيات، أصبح من الواضح أن النظام الحالي للسكك الحديدية في المغرب لن يكون قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية في مجال نقل الركاب والبضائع. وهذا أدى إلى تحفيز المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربية على تحديث وتطوير هذا النظام لجعله أكثر استدامة.
تمت زيادة سعة مقطورات السكك الحديدية البخارية، وتم تحويل كافة القطارات العاملة على الخطوط الرئيسية إلى نظام كهربائي، مستفيدة من الطاقة المائية المتولدة من جبال الأطلس، لتحل الطاقة الكهربائية محل الطاقة البخارية.
اليوم، نستطيع أن نتحدث عن شبكة سكك حديدية تمتد لأكثر من 1770 كم، تربط بين مختلف أنحاء المغرب، وهي ذات الشبكة القديمة التي ازدادت متانتها وجودتها، مع حوالي 708 كم من السكك التي تحولت فيها القطارات إلى كهربائية.