يعد النعت، بجميع أنواعه، جزءًا هامًا من قواعد اللغة العربية، ويشكل أحد أوجه التوابع. يتكون النعت من اسم يدل على صفة معينة ويتبع اسمًا آخر يُعرف بالمنعوت، وهو دائمًا ما يتقيد بحركة الكلمة التي تسبقه أو تلك التي تليه.
الغرض من استخدام النعت هو توضيح صفة الاسم الذي يتبع. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل النعت السببي والحقيقي وسنتعرف على مفهوم النعت وأهميته في التوابع.
التوابع
- التوابع عبارة عن جمع كلمة تابع، وتعتبر اسم فاعل، وتأتي دومًا متأخرة، بحيث تتقيد بحركة الكلمة التي تسبقها المعروفة بالمتبوع.
- تتبع التوابع المتبوع في الكثير من علامات الإعراب، حيث يتواجد متبوع بالتذكير أو التأنيث، الإفراد أو الجمع، والنكرة أو المعرفة، والتثنية.
- ينقسم المتبوع إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي النعت (بنوعيه، السببي والحقيقي)، والعطف (بنوعيه، عطف النسق وعطف البيان)، والبدل، والتوكيد.
النعت والمنعوت
يمكن تصنيف النعت إلى نوعين رئيسيين: النعت الحقيقي والنعت السببي. دعونا نستكشف النعت والمنعوت بشكل أعمق:
- يعتبر النعت أحد أقسام التوابع، حيث يُعرف النعت والمنعوت على أنهما صفتان متلازمتان.
- يمكن الإشارة إلى النعت لتوضيح صفة معينة يتصف بها الشخص الموصوف، والذي يُعرف هنا بالمتبوع.
- على سبيل المثال: “هذا رجل طويل”، حيث تعبر كلمة “طويل” عن صفة الرجل.
- تُعتبر كلمة “الرجل” هي الموصوف وتعرف بالمتبوع، في حين تُعتبر كلمة “طويل” نعتًا أو صفة تابعة للموصوف بعلامة إعراب.
- هنا تكون كلمة “طويل” نعتًا مرفوعًا وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
- من المهم أن نتذكر أن النعت أو الصفة يتبع المنعوت أو الموصوف، مثل: “هذا طالب مجتهد”.
- في هذا المثال، يتبع النعت المنعوت في الإفراد والتثنية والجمع، كما في: “هؤلاء الطلاب مجتهدون”.
- كما يمكن للنعت أيضًا أن يتبع المنعوت في التذكير والتأنيث.
ما هو النعت السببي
تنقسم أنواع النعت في اللغة العربية إلى النعت السببي والحقيقي. يُعرف النعت السببي بأنه تابع يُظهر صفة تتعلق بالموصوف أو ذلك الذي يُشار إليه بالمنعوت.
يمكن أيضًا تعريف النعت السببي بشكل آخر، حيث يدل على صفة من صفات الاسم الذي يأتي بعده. يتميز النعت السببي بأن له صلتين رئيستين مع منعوته، وهما:
- أولًا: علامة الإعراب، حيث يتوافق مع المنعوت في علامة الإعراب التي تكون إما نصبًا أو رفعًا أو جرًا.
- أيضًا، الاتفاق في التعريف والتنكير، حيث يجب أن يتطابق النعت السببي مع منعوته إذا كان معرفة أو نكرة.
- يمكن أن يُعرب النعت السببي كاسم ظاهر يليه اسم يُعرب كفاعل أو نائب فاعل.
- يفرق هذا التفسير إذا كان النعت هو اسم فاعل أو صيغة مبالغة، فيكون الاسم الظاهر بعده فاعلاً.
- مثلًا: في قوله تعالى: “رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا”، هنا كلمة “أهلها” تعرب كفاعل مرفوع.
- إذا كان النعت السببي اسم مفعول، فإن الاسم المرفوع بعده يكون نائب فاعل، مثل: “التقيت رجالًا معروفين”.
- هنا تعرب كلمة “معروفين” كناية عن نائب فاعل مرفوع.
أقسام النعت بناءً على معناه
أولاً: نعت تأسيسي
- النعت التأسيسي يشير إلى المعاني الجديدة التي لا يمكن فهم الجملة بدونها، مثل: “راقني الخطيب الشاعر”؛ حيث تعبر كلمة “الشاعر” عن معنى جديد.
ثانيًا: نعت تأكيد
- هذا النوع يشير إلى معنى يمكن فهمه من الجملة دون الحاجة لوجوده، مثل: “تخيرت من الأطباء النطاسي البارع”، حيث يكون النعت مفهومًا من كلمة “النطاسي”.
ثالثًا: نعت التمهيد
- النعت التمهيدي هو نعت غير مقصود لذاته، بل يتعلق بما يليه. مثلًا: “استعنت بأخ مخلص”؛ حيث “أخ” هنا نعت غير مقصود لذاته.
أقسام النعت بناءً على لفظه
أولاً: النعت المفرد
- هذا النعت يكون من المشتقات العاملة، مثل اسم الفاعل أو صيغة المبالغة.
- لضمان صحة النعت المفرد يجب أن يكون مشتقًا من اسم فاعل أو اسم مفعول أو صفة أخرى.
أ/ أسماء الإشارة غير المجانية
إذا كانت المعرفة تتطلب أن لا تقع نعتًا إلا للمعرفة.
ب/ ذو المسافة، حيث تؤدي معنى المشتق مثل: “أنت بصحبة عالم ذي خلق كريم”.
ت/ الأسماء المبدوءة بهمزة وصل مثل التي والذاتي يمكن أن تتخذ نعت.
ث/ الاسم الجامد مع الدليل على عسل، مثل العلل التي تنسحب عند ذكرها.
ج/ النعت المصغر، حيث يلحق وصفًا للمعنى.
ح/ الاسم الجامد المنعوت بالمشتق، وهذا يسمى النعت الخاطئ.
ما هو النعت الحقيقي
النعت الحقيقي هو الذي يصف اسمًا قبله، ويسمى المنعوت، ويتبع النعت والمنعوت في النقاط التالية:
- في التذكير والتأنيث: مثال التذكير: “حضر اللاعب الفائز”، ومثال التأنيث: “حضرت اللاعبة الفائزة”.
- في الإفراد والتثنية والجمع: “حضر اللاعب الفائز” للإفراد، و”حضر اللاعبان الفائزان” للتثنية، و”حضر اللاعبون الفائزون” للجمع.
- في التنكير والتعريف: “حضر لاعب” كونه نكرة، وبإضافة ألف ولام كـ”حضر اللاعب الفائز”.
- على مستوى الإعراب: في الرفع: “جاء الرجل العاقل”، في النصب: “رأيت الرجل العاقل”، وفي الجر: “ما رأيت الرجل العاقل”.
اختصاص الناعت
- النعت يتعلق بكائنين ويكون أحدهما نعتًا للآخر، مما يجعل النعت هو الحالة للفعل أو موصوفه.
علامة إعراب النعت
من خلال مقال النعت السببي والحقيقي، نستعرض علامة إعراب النعت كالتالي:
- لا يوجد إعراب محدد للنعت حيث يتبع الإعراب الخاص بكلمة ما قبله، إذا كان مرفوعًا أو منصوبًا أو مجرورًا، فإن النعت سوف يحمل نفس الإعراب.
- أما بالنسبة لعلامة إعراب النعت السببي، يتبع النوع فقط، سواء كان تذكيرًا أو تأنيثًا.
- بخصوص إعراب الاسم الذي يأتي بعد النعت السببي، إذا كان النعت عبارة عن اسم فاعل أو صيغة مبالغة، سيكون الاسم بعده فعلاً.
- يتوجب إدراك أن المنعوت غالبًا ما يكون جزءًا من شبه جملة، والجملة دائمًا نكرة.
- يمكن أن تُكرر الدلالات مثل: “الكتاب المفيد”، وأيضًا “الكتاب له قراء كثيرون”.