المعتصم بالله (الخليفة العباسي)
يعتبر المعتصم بالله الخليفة الثامن في الدولة العباسية، واسمه الكامل هو أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المنصور. وُلِد عام 179 هجري في بغداد.
أمه كانت تركية تُدعى “ماردة خاتون”. كان المعتصم بالله يمتاز ببشرة بيضاء ولحية حمراء، وكان متوسط الطول ومشرب اللون، ويمتلك شخصية قوية وشجاعة لامعة. رغم ضعفه في القراءة، إلا أنه كان فطنًا وفصيحًا بشكل ملحوظ، حتى قيل إنه كان من أكثر الخلفاء العباسيين هيبة ووقارًا. وفيما يلي بعض المعلومات البارزة عن المعتصم بالله:
الخلافة
عقب وفاة أخيه المأمون في عام 218 هجري، تم مبايعة المعتصم بالله للخلافة بتأييد من ابن أخيه العباس بن المأمون. وقد قام المعتصم بالله بتأسيس مدينة سامراء في عام 220 هجري، واعتبرها عاصمته الجديدة، والتي عُرفت أيضًا باسم “سر من رأى”.
ذكر المؤرخ الصولي أنه قد وصل إلى المعتصم بالله تهديدٌ من ملك الروم، وعندما اطلع على الرسالة، قام بالرد قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فقد قرأت كتابك وسمعت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار”.
إنجازاته
يُعتبر المعتصم بالله من أقوى خلفاء الدولة العباسية؛ حيث عمل على استقرارها وتوسيع حدودها. وفيما يلي أبرز إنجازاته:
- ازدهار الصناعة والتجارة خلال عهده.
- استخراج الثروات المعدنية من باطن الأرض.
- تحسين المرافق العامة مما سهل الحياة على رعاياه.
- تشجيع التعليم وتكريم العلماء.
- تعزيز جهود الترجمة.
- تأسيس مؤسسات علمية جديدة.
- إنشاء العديد من المكتبات.
- السيطرة على الفتن والتمردات التي ظهرت في فترة حكمه.
- القضاء على جماعة الخرمية الذين ظهروا في بغداد، والذين ادعوا دينًا مبتدعًا يجمع بين عناصر من المجوسية والإسلام.
- فتح مدينة عمورية، وهي واحدة من أبرز الفتوحات في عهده، وتقع في بلاد الروم (آسيا الصغرى، المعروفة حاليًا بتركيا)، حيث جهز جيشًا كبيرًا لهذا الغرض.
- إقامة مدينة سامراء، التي تُعد من أعظم إنجازاته المعمارية، وتعيينها كعاصمة لدولته.
الخليفة المثمن
يرتبط الرقم 8 بالخليفة المعتصم بالله بشكل كبير خلال حياته، إذ أطلق عليه مؤرخو التاريخ لقب “المثمن”، حيث تولى الخلافة في 18 رجب عام 218 هجري، كما توفي في 18 ربيع الأول، وقضى في الخلافة مدة ثمانية أعوام وثمانية أشهر، إضافةً إلى كونه الخليفة الثامن للدولة العباسية.
وفاته
توفي المعتصم بالله في 18 ربيع الأول عام 227 هجري، والذي صادف يوم الخميس، عن عمر يناهز 48 عامًا، ويُزعم أنه تعرض للتسمم من قبل بعض العناصر التركية. وقد نُقل عنه في لحظاته الأخيرة قوله: “اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي”.