تعريف المشاريع الخضراء أو الاقتصاد الأخضر
مع تزايد التحديات الناتجة عن تناقص المخزونات العالمية من الوقود الأحفوري، يتصاعد الاهتمام العالمي بالحفاظ على البيئة. يتطلب ذلك تقليل استهلاك الطاقة، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وخفض انبعاثات الكربون والنفايات، والتخفيف من التلوث، وضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي وصيانة النظم البيئية في مختلف المجالات. في هذا المقال، نستعرض بعض المشاريع الإنشائية في الدول العربية التي تستفيد من مصادر الطاقة النظيفة في مختلف القطاعات مثل الزراعة والصناعة والمدن والمباني والنقل والسياحة وإدارة النفايات، مع التركيز على أساليب مبتكرة لإعادة تدوير المخلفات.
المشاريع الخضراء في الوطن العربي
سنستعرض أدناه بعض المشاريع الخضراء البارزة في الوطن العربي:
المملكة العربية السعودية
تعتبر “جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية” من أبرز المشاريع الخضراء، حيث تم تصميمها لإدارة إعادة استخدام المياه الرمادية لأغراض الري. وتضم الجامعة أيضًا ألواحًا كهروضوئية كبيرة تنتج طاقة كهربائية نظيفة. علاوة على ذلك، يتم تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة وزراعتها بالأشجار، بالإضافة إلى جهود حماية التنوع البيولوجي من خلال الحفاظ على الكائنات الحية في بيئاتها، مع التركيز على تقليل انبعاثات الكربون.
جمهورية مصر العربية
أما مجمع “ذي جيت السكني”، فهو يتألف من مجموعة مبانٍ مترابطة تتخللها تسعة أشجار عملاقة تهدف إلى توجيه الرياح لضمان تهوية جيدة، مستلهمًا من العمارة المصرية القديمة. يحتوي المشروع أيضًا على خلايا كهروضوئية تغطي أسطح المباني لتلبية جزء من احتياجات الطاقة. كما سيتم استغلال الطوابق العليا لإنشاء حدائق ومنتزهات توفر طبقة عازلة طبيعية لخفض درجات الحرارة.
تُعد الطاقة الكهرومائية ثاني أكبر مصدر للطاقة في مصر، تليها الطاقة الحرارية، ثم الطاقة الشمسية، حيث تتمتع البلاد بإشعاع شمسي قوي تصل مدته إلى 12 ساعة يوميًا. بناءً على ذلك، وضعت الدولة مجموعة من المشاريع المستقبلية لتعزيز استخدام الطاقة الشمسية، ومن بين المشاريع الخضراء الأخرى مدينتا جبل الجلالة والعلمين الجديدة.
الإمارات العربية المتحدة
تُعتبر “مدينة مصدر” واحدة من هذه المشاريع الرائدة، حيث تعتمد على توفير الطاقة بالكامل من محطة ضخمة لتوليد الطاقة الشمسية تستخدم النفايات البيولوجية لإنتاج أسمدة عضوية. علاوة على ذلك، يُستخدم بعض هذه النفايات المخصصة للطاقة عن طريق الحرق كمصدر إضافي للطاقة. وفي إمارة دبي، يوجد مسجد “خليفة التاجر”، الذي يعد نموذجًا صديقًا للبيئة، حيث يستفيد من الطاقة الشمسية لإضاءة الأعمدة الخارجية وتدفئة مياه الوضوء بدلاً من الاعتماد على سخانات المياه الكهربائية.
مملكتي البحرين والمغرب
في البحرين، أنشأت الحكومة “مركز التجارة العالمي”، الذي ينطوي تصميمه على استخدام طواحين الهواء العملاقة لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح. وفي المغرب، تم بناء مدينة محمد السادس الخضراء.
مكونات الاقتصاد الأخضر في المنطقة العربية
تتجلى القطاعات الأساسية المعنية بالاقتصاد الأخضر في الطاقة البديلة، التي تشمل الطاقة الشمسية المتاحة بكثرة وطاقة الرياح. كما تشمل إدارة النفايات والنقل المستدام، من خلال تعزيز صناعة السيارات الهجينة وتحسين النقل العام، إضافة إلى إدارة الأراضي للتأكد من تحسين الزراعة العضوية وإعادة التشجير والاستفادة المثلى من المياه العذبة ومصائد الأسماك، التي تسهم في تحسين جودة التربة وتطوير المحاصيل وتعزيز نوعية الهواء. ومن الجدير بالذكر أن الوطن العربي يمتلك طاقات بشرية شابة تراكمية تحتاج إلى الاستغلال الأمثل.
التحديات التي تواجه المشاريع الخضراء في الوطن العربي
توجد مجموعة من العوائق والتحديات التي تعيق تنفيذ المشاريع الخضراء في بعض دول الوطن العربي:
- رغم غنى المنطقة العربية بمواردها الطبيعية بسبب موقعها الجغرافي، فإنها تواجه أعلى معدلات للبطالة، مما يؤدي إلى عدم الاستفادة المثلى من الطاقات المتاحة.
- تتطلب الدول النامية دعمًا قويًا من النواحي التقنية والتكنولوجية.
- هناك حاجة ملحّة لتعزيز دور التعليم والتدريب الفني والمهني لتطوير مهارات الأفراد نحو الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر في الوطن العربي.