المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة

تُعرف المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة بـ “المرحلة الرابعة” أو “سرطان الرئة المنتشر” (بالإنجليزية: Stage IV lung cancer أو Extensive-stage lung cancer). تعتبر هذه المرحلة الأكثر حدة في مسار المرض، حيث يكون السرطان قد انتشر من الرئة إلى أعضاء أخرى في الجسم مثل: الرئة الأخرى، والصدر، والتامور (الغشاء المصلي المحيط بالقلب والرئة)، والغدد اللمفاوية، والكلى، والغدة الكظرية (Adrenal gland). غالبًا ما يتجه السرطان إلى العظام، والكبد، والدماغ، ويحدث الانتشار عبر الجهاز اللمفاوي أو الدورة الدموية. يجدر بالذكر أن الأورام الثانوية (Metastatic tumors) التي تنتشر من الرئة تعتبر تتبع بشكل أساسي لسرطان الرئة، حتى وإن وجدت في مناطق أخرى من الجسم.

وفقًا لدراسة نُشرت في عام 2017، فإن حوالي 75% من حالات سرطان الرئة تُكتشف في مراحل متقدمة، سواء كانت الثالثة أو الرابعة. وذلك بسبب صعوبة تشخيصه في مراحله الأولية، حيث أن الأعراض مثل السعال والإرهاق قد لا تستدعي زيارة الطبيب. تتواجد أنواع من سرطان الرئة تُصنف اعتمادًا على طريقة رؤيتها تحت المجهر، النوع الأكثر شيوعًا هو سرطان الرئة غير صغيرة الخلايا (Non-small cell lung cancer)، بينما النوع الثاني يُعرف بسرطان الرئة صغيرة الخلايا (Small cell lung cancer).

أعراض المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة

تختلف أعراض المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة بناءً على المناطق التي انتشرت فيها الخلايا السرطانية، ويمكن تصنيفها إلى أعراض تتعلق بالرئة وأخرى تتعلق بانتشار المرض.

الأعراض المرتبطة بالرئة

تشمل الأعراض الشائعة المرتبطة بالرئة ما يلي:

  • ألم في منطقة الصدر.
  • سعال مزمن.
  • سعال مصحوب بالدم.
  • صعوبة في التنفس.
  • تغير في الصوت (بحّة).
  • صفير في الصدر.
  • تكرار الإصابة بالتهابات الرئة والتهاب الشعب الهوائية.
  • تغيير في طبيعة السعال الذي يعاني منه المريض لفترة طويلة.

أعراض مرتبطة بانتشار المرض

تتغير الأعراض حسب مواقع انتشار الخلايا السرطانية، وتشمل:

  • أعراض انتشار سرطان الرئة إلى الدماغ: عند الانتشار إلى الدماغ، قد تظهر عدة أعراض نتيجة زيادة الضغط داخل الجمجمة، مثل:
    • الصداع.
    • نوبات صرع.
    • تشويش بالرؤية.
    • اختلال التوازن.
    • مشاكل في الذاكرة.
  • أعراض انتشار سرطان الرئة إلى العظام: غالبًا ما ينتشر المرض في عظام الحوض، والجزء العلوي من الذراع، والعمود الفقري، وقد يشمل أيضًا عظام اليد والقدم، مما يؤدي إلى:
    • آلام مزمنة في العظام المصابة.
    • زيادة احتمالية كسور العظام.
    • إذا أصاب العمود الفقري، قد يشعر المصاب بألم يمتد إلى الذراع والساق بسبب ضغط الورم على أعصاب معينة.
  • أعراض انتشار سرطان الرئة إلى الكبد: يؤدي انتشار السرطان إلى الكبد إلى مشاكل في وظائفه، مما يسبب ظهور الأعراض التالية:
    • يرقان (Jaundice).
    • شعور بالامتلاء المستمر.
    • انتفاخ البطن.
    • الغثيان.
    • إرهاق عام.
    • تورم الأطراف.
  • أعراض انتشار سرطان الرئة إلى الجلد: ظهور نتوءات أو كتل على سطح الجلد.
  • أعراض انتشار سرطان الرئة إلى الغدد الكظرية: عادةً لا تسبب هذه الحالة أعراضًا، ولكن في الحالات النادرة التي تظهر فيها الأعراض، تكون ناجمة عن نقص في إفراز الهرمونات، وتشمل:
    • الغثيان.
    • دوار.
    • إغماء.
    • إرهاق وتعب عام.
    • فقدان سريع وغير مبرر للوزن.
    • ألم في منطقة البطن.

أعراض أخرى

يتضمن ذلك أعراض أخرى قد تظهر مثل:

  • صعوبة في البلع.
  • تغير في شكل الأصابع والأظافر، ويعرف هذا باسم “تَعْجّر الأصابع” (Finger clubbing).
  • فقدان الشهية.

تشخيص المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة

يمكن تشخيص سرطان الرئة في مرحلته المتقدمة بواسطة تصوير منطقة الصدر إما باستخدام الأشعة السينية (X-ray) أو التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography Scan). ومع ذلك، يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل أخذ خزعة من الرئة لتأكيد الإصابة بالمرض وتحديد نوعه. يعتبر تحديد نوع السرطان والسمات الجينية للخلايا السرطانية أمرًا حاسمًا لاختيار خطة العلاج المناسبة لاحقًا، لذا يُنصح بإجراء اختبارات جينية في حالة الإصابة بسرطان الرئة غير صغيرة الخلايا. مؤخراً، استخدم الأطباء أيضًا تقنية الخزعة السائلة (Liquid biopsy) لتحديد الحمض النووي للسرطان في بلازما الدم بدلاً من أخذ عينة من النسيج

علاج المرحلة المتقدمة من سرطان الرئة

يهدف علاج سرطان الرئة في مرحلته المتقدمة إلى تحسين جودة حياة المريض، السيطرة على الأعراض، وإبطاء المرض. الهدف ليس التخلص من السرطان بل تقديم “الرعاية التلطيفية” (Palliative care) لتحسين الأعراض مثل الألم والغثيان والسعال، حيث يمكن دمج الرعاية التلطيفية مع علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي (Chemotherapy). كما تُستخدم العلاجات الموضعية كالعلاج بالأشعة (Radiation therapy) والجراحة في المراحل المبكرة من المرض في حال كانت هناك أورام في منطقة محددة، بالإضافة للعلاجات الدوائية الخاصة بالمرحلة المتقدمة من سرطان الرئة.

تعتمد خيارات العلاج على الحالة الصحية العامة للمريض، ومن العلاجات المستخدمة:

  • العلاج الكيميائي: يمكن استخدامه بشكل منفرد أو مع علاجات أخرى، ولكنه لا يُفضل استخدامه في علاج سرطان الرئة المتقدم بهدف الدماغ.
  • العلاج بالأشعة: يُستخدم لتقليص حجم الأورام وتخفيف الأعراض الجانبية.
  • الجراحة: تُستخدم لإزالة الأورام من منطقة الصدر والرئة أو لإزالة الغدد اللمفاوية، لكنها ليست خيارًا للعلاج في حال انتشار المرض لأكثر من عضو، حيث تُستخدم فقط لتخفيف الأعراض.
  • العلاج المناعي (Immunotherapy): تستخدم الأدوية لمساعدة الجهاز المناعي في التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
  • العلاج الموجه (Targeted therapy): مصمم لاستهداف مستقبلات أو بروتينات معينة على أسطح الخلايا السرطانية لتقليل نمو الورم.
  • العلاج الضوئي الديناميكي (Photodynamic therapy): يستخدم الضوء وعناصر حساسة للضوء لتقليص حجم الورم ويعتبر من أنواع العلاج التلطيفي.