المرحلة الرابعة من سرطان
تُعرف المرحلة الرابعة من سرطان بــ Stage IV أو Stage 4، حيث تشير هذه المرحلة إلى انتشار الورم إلى أعضاء وأجزاء أخرى من الجسم، وهو ما يُطلق عليه اسم النقيلة (بالإنجليزية: Metastasis). مع مرور الوقت، قد يمتد الورم إلى العقد اللمفاوية والأنسجة والأعضاء التي تبعد كثيرًا عن مكان نشأته الأصلية.
يتم استخدام تصنيف معين لتقييم حجم السرطان ومدى انتشاره، حيث تُجرى مجموعة من الفحوصات عندما يتم تشخيص المرض لأول مرة. تهدف هذه الفحوصات إلى تحديد حجم السرطان وما إذا كان قد انتشر إلى الأنسجة القريبة أو أجزاء بعيدة من الجسم. من بين الأنظمة المستخدمة في تصنيف السرطان هو نظام TNM (تصنيف الورم والعقد والنقائل) الذي يعتمد على ترقيم مراحل السرطان من 1 إلى 4. معظم أنواع السرطان تُصنف إلى أربع مراحل، حيث يتم تقييم حجم الورم الأساسي وانتشاره. أما بالنسبة لسرطانات الدم مثل اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) وسرطان الغدد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymphoma) والسرطان النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple Myeloma)، فإن تصنيفها يختلف نظرًا لأنها لا تشكل عادة أورامًا صلبة، وبالتالي لا يمكن قياس حجمها باستخدام نظام TNM. تستخدم أنظمة مثل Binet وRai لتصنيف بعض أنواع اللوكيميا، بينما تمثل سرطانات الجهاز العصبي المركزي حالات يُجرى تقديرها بدلًا من تقسيمها إلى مراحل.
تشخيص المرحلة الرابعة من السرطان
تشمل عملية تحديد مرحلة السرطان مجموعة من الاختبارات، منها الفحص البدني، والتي تهدف إلى تقييم مدى انتشار المرض. يمكن أن تتضمن هذه الاختبارات:
- الفحوصات المخبرية، مثل تحليل الدم.
- الفحوصات التصويرية، التي تشمل:
- الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic resonace imaging)، الذي يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو لإنتاج صور تفصيلية للجزء المتأثر.
- التصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: Computerized tomography)، الذي يعتمد على التقاط عدة صور أشعة سينية من زوايا مختلفة للحصول على بيانات دقيقة.
- الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound)، حيث تستخدم الموجات الصوتية عالية التردد لإنتاج صور داخلية لأجزاء الجسم.
- الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy)، حيث تُؤخذ عينة من الأنسجة لفحصها تحت المجهر.
أهمية تحديد مرحلة سرطان
لا يزال العلم حول فهم السرطان وأنواعه في تطور مستمر، ويعزز تحديد مرحلة السرطان قدرة الأطباء على اختيار العلاج المناسب للمريض. توجد العديد من الأسباب الهامة لمعرفة مرحلة السرطان، منها:
- تحديد المرحلة والنوع يساهم في اختيار العلاجات الأنسب: إذ تعتمد العديد من الخطط العلاجية على مرحلة معينة من السرطان، كما أن تسلسل إعطاء العلاجات يعتمد أيضًا على هذه المرحلة، مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والجراحة.
- التنبؤ بفرص الشفاء: تُعتبر كل تجربة إصابة بالسرطان فريدة، إلا أن هناك سمات مشتركة بين أنواع السرطان ومراحله، مما يساعد في التوقع بإمكانية الشفاء، أي عدم وجود علامات على وجود السرطان في الجسم. كذلك يمكن التنبؤ بالتطورات المحتملة للورم.
- تحديد التوقعات والاستعداد لها: بفضل معرفة المرحلة، يُمكن التحضير للتحديات المحتملة. قد يشعر البعض بالخوف عند ذكر مرض السرطان، لكن كل نوع ومرحلة تختلف عن الأخرى.
- تحديد التجارب السريرية الأنسب: من خلال تصنيف السرطان إلى مراحل، يمكن للباحثين جمع بيانات من العديد من المرضى في مراكز العلاج المختلفة لدراسة النتائج بناءً على المرحلة التي وصلوا إليها.
أمثلة على المرحلة الرابعة للسرطان
سنقدم فيما يلي بعض الأمثلة على المرحلة الرابعة لأنواع مختلفة من السرطان، وكيفية انتشارها وأماكن العلاج:
المرحلة الرابعة من سرطان الثدي
في المرحلة الرابعة من سرطان الثدي، يكون الورم قد انتشر إلى مناطق أخرى بخلاف الثدي، مثل تحت الإبط والعقد اللمفاوية. غالبًا ما يمتد سرطان الثدي إلى العظام والدماغ والرئتين والكبد، وعادة ما يتم استخدام العلاج الهرموني والعلاج الكيميائي والعلاج الموجه (بالإنجليزية: Targeted therapy) لعلاج هذه المرحلة، حيث تستهدف الأدوية الخلايا السرطانية دون التأثير على الخلايا السليمة. قد تُستخدم أيضًا العلاجات الموضعية كالجراحة والعلاج الإشعاعي لتخفيف الأعراض.
المرحلة الرابعة من سرطان الرئة
عند الوصول إلى المرحلة الرابعة من سرطان الرئة، يكون المرض قد انتشر من الرئة المصابة إلى الرئة الأخرى أو إلى أجزاء بعيدة من الجسم. في الغالب، يمتد سرطان الرئة النقيلي إلى الغدد الكظرية والعظام والدماغ والكبد. يُعتبر العلاج الكيميائي الخيار الأساسي في هذه المرحلة، مع بعض الحالات التي يُوصى فيها بالعلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) كخيار آخر، حيث يُستخدم جهاز المناعة في مكافحة السرطان. وقد يُعتبر التدخل الجراحي خيارًا لإزالة الأورام، ومع ذلك قد يكون من الصعب ذلك في حال انتشار السرطان إلى أعضاء أخرى, كما تُستخدم بعض الأدوية لاستهداف بروتينات ومستقبلات معينة للخلايا السرطانية.
المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا
في المرحلة الرابعة من سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate cancer)، قد يمتد السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم حتى بعد إجراء عملية استئصال البروستاتا، ويشمل ذلك الغدد الكظرية والكبد والعظام والرئتين. يُعد العلاج الهرموني التقليدي الخيار الأمثل في هذه المرحلة، حيث يمكن السيطرة على سرطان البروستاتا النقيلي لعدة سنوات باستخدامه. ومع التطورات في مجال العلاج الكيميائي والمناعي في السنوات الأخيرة، تزايدت الخيارات العلاجية المتاحة للمرضى.
المرحلة الرابعة من سرطان القولون والمستقيم
في المرحلة الرابعة من سرطان القولون والمستقيم (بالإنجليزية: Colorectal cancer)، ينتشر السرطان إلى عضو أو أكثر بعيدًا عن القولون، وعادةً ما يشمل الكبد والرئتين والعظام. بالرغم من الانتشار، إلا أن العلاج ممكن إذا كان هناك انتشار محدود، حيث يعتمد اختيار العلاج المناسب على العضو المصاب. تتضمن الخيارات العلاجية المتاحة للمريض:
- الجراحة.
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الموجه.
- العلاج المناعي.
- الاستئصال الحراري (بالإنجليزية: Ablation) والعلاج بالتبريد (بالإنجليزية: Cryotherapy) خاصةً عند انتشار السرطان إلى الكبد.
المرحلة الرابعة من الميلانوما
الميلانوما، أو سرطان الخلايا الصبغية (بالإنجليزية: Melanoma)، يعتبر من أنواع سرطان الجلد. في المرحلة الرابعة من هذا النوع، تنتشر الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الجلد والعقد اللمفاوية القريبة والبعيدة وأعضاء الجسم الأخرى، بما في ذلك العظام والدماغ والكبد والرئتين. قد توسعت خيارات العلاج الخاصة بهذا النوع إلى مدى كبير، وغالبًا ما يجمع الأطباء بين الجراحة والعلاج المناعي أو العلاج الموجه.