يُعتبر العالم تشارلز ريختر رائدًا في مجال قياس الزلازل، حيث ابتكر مقياس ريختر الذي يُستخدم عالميًا لتحديد قوة الزلازل التي تحدث في مناطق معينة. وقد قدم إسهامات قيمة في علم الزلازل، وفي هذا المقال سنستعرض بعض المعلومات الأساسية عنه كعالم، بالإضافة إلى توضيح مقياس ريختر ومساهماته العلمية.

تشارلز ريختر: نبذة عن حياته

  • تشارلز فرانسيس ريختر، الذي وُلد في عام 1900 في ألمانيا، هو العالم الذي قام باختراع مقياس حجم الزلازل المعروف باسمه. وقد نشأ تحت رعاية جدته بعد انفصال والديه منذ صغره.
  • عندما أتم تشارلز التاسعة من عمره، انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث التحق بالمدرسة الإعدادية التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا. بعد ذلك، درس العلوم الفيزيائية في جامعة ستانفورد وحصل على شهادته منها عام 1920.
  • في عام 1928، حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء النظرية من المعهد التكنولوجي بكاليفورنيا، وأُعيد تعيينه في مختبر جديد في باسادينا متخصص في دراسة الزلازل.
  • لاحقًا، تم تعيينه في شركة كارنيغي بواشنطن، حيث تعاون مع مديره لتطوير نظام قياس دقيق لتقدير قوة الزلازل.

مقياس ريختر

  • في عام 1935، ابتكر ريختر مقياس الزلازل الذي يعتمد على القياس الكمي، حيث يستطيع الجهاز قياس حجم الزلزال من خلال احتساب مقدار الطاقة التي يطلقها.
  • صمم ريختر هذا الجهاز ليكون نظامًا رقميًا يعمل باللوغاريتمات. يُعتبر الفارق بين كل درجة والأخرى كبيرًا جدًا، حيث يُقارب عشرة أضعاف الحجم للدرجة السابقة، بما يعادل حوالي 31 مرة في الطاقة.
  • تُسجل معظم الزلازل على مقياس ريختر بشكل ثلاثي، ويُعتبر أكبر زلزال تم تسجيله بواسطة هذا المقياس هو زلزال تشيلي عام 1960، الذي بلغت قوته 9.5 درجة.
  • يجدر بالذكر أن جهاز قياس قوة الزلزال يقدم تقديرًا عامًا للقوة، ولا يسجل رقمًا محددًا ودقيقًا، إذ تختلف قوة الزلازل اعتمادًا على تركيبة الطبيعة الأرضية في المنطقة المتأثرة.
  • قبل تطوير مقياس ريختر، كانت الحكومات تعتمد على مقياس آخر يسمى مقياس ميركالي، الذي يقيس قوة الزلزال بناءً على الاهتزازات الناتجة وحجم الأضرار التي تسببها، ومرتبط من 1 إلى 12 درجة.

المساهمات العلمية لريختر

بالإضافة إلى ابتكاره لمقياس الزلازل، قدّم تشارلز ريختر العديد من الاكتشافات والإسهامات القيمة في علوم الزلازل، ومن أبرز هذه المساهمات:

تشريعات الزلازل

ساهم ريختر في وضع مجموعة من القوانين الهندسية المتعلقة بالزلازل، والتي تُعتبر ضرورية عند تصميم القواعد والأساسات الخرسانية للمباني في المناطق المعرضة للزلازل.

مصفوفة الزلازل

قام ريختر بتأسيس ما يُعرف بمصفوفة الزلازل في جنوب كاليفورنيا، وهي شبكة متطورة لمراقبة أصول الزلازل وقوتها، بالإضافة إلى تحديد تواتر حدوثها في المنطقة.

كتبه حول الزلازل

ألف ريختر كتابين يحتويان على معلومات شاملة حول الزلازل، حيث شارك في تأليف الكتاب الأول مع أحد زملائه بعنوان “زلزالية الأرض والظواهر المرتبطة بها” عام 1949، في حين نُشر الكتاب الثاني بعنوان “علم الزلازل الأوّلي” عام 1958.