السورة الوحيدة التي لا تُفتتح بالبسملة هي سورة التوبة، والمعروفة أيضًا بسورة البراءة. تُعتبر سورة التوبة من السور المدنية، حيث نزلت في المدينة المنورة في السنة التاسعة من الهجرة.
السورة التي لا تبدأ بالبسملة
تبدأ جميع سور القرآن الكريم بالتعوذ من الشيطان الرجيم وبالعبارة المشهورة “بسم الله الرحمن الرحيم” عدا سورة واحدة وهي سورة التوبة، إذ تُفتتح بالتعوذ فقط دون ذكر البسملة.
قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم”.
وإذا كنت تبدأ قراءة سورة التوبة من منتصفها، يكفي التعوذ بالله من الشيطان الرجيم. كما يمكن لمن يرغب أن يقول “بسم الله” عند البدء من وسط السورة.
- قال أبو الشيخ وآخرون عن ابن عباس رضي الله عنه: “سألت علي بن أبي طالب لماذا لم تُكتب بسم الله الرحمن الرحيم في براءة؟
- فأجاب: لأن بسم الله الرحمن الرحيم تعني الأمان، بينما براءة نزلت بالسيف ولا تتضمن الأمان”.
- هناك تقليد قديم بين العرب في حال رغبوا بإنهاء الهدنة بين القبائل، حيث كانت الرسالة تخلو من عبارة بسم الله الرحمن الرحيم.
- ونزلت سورة التوبة في الأصل بسبب انتهاء المعاهدة والهدنة بين الرسول صلى الله عليه وسلم والمشركين.
- ولم يكتب الصحابة بسم الله الرحمن الرحيم في بداية سورة التوبة.
- وفي تفسير آخر للشيخ ابن عثيمين، قال إن سبب عدم بدء سورة التوبة بالبسملة هو عدم وجود فاصل بين سورة التوبة وسورة الأنفال.
- فالبسملة آية من القرآن الكريم، وإن لم يأمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بوضع البسملة لن تُكتب.
السبب الثاني
- جاء في رواية الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “سألت عثمان بن عفان رضي الله عنه: ما دفعكم إلى أن جمعتم الأنفال، وهي من المثاني، مع براءة، وهي من المئين، وتركتم بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم؟”
- فأجاب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر عليه الزمان وتنزل عليه آيات بعدد معين فيقول لمن كان يكتب: ضعوا هذا في السورة التي تذكر كذا وكذا.
- تنزل عليه الآية فيأمر بوضعها في السورة التي تذكر كذا وكذا. وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة، بينما براءة من آخر ما نزل من القرآن.
- وكانت أحداثها متشابهة، لذا اعتقدت أنها مرتبطة بها. وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يُبيّن لنا أنها منها، لذلك جمعت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتهما في السبع الطوال.”;
أهمية سورة التوبة التي لا تبدأ بالبسملة
بعد اطلاعنا على السورة التي لا تُفتتح بالبسملة، نستعرض الآن أهمية سورة التوبة، والتي تتضمن:
- تُعتبر سورة التوبة من السور الهامة في القرآن الكريم.
- لأن الله تعالى كشف من خلالها مكائد وأحوال المنافقين.
- تناولت السورة الأحداث التي وقعت خلال غزوة تبوك.
- سُميت سورة التوبة بهذا الاسم لذكرها حادثة الثلاثة مسلمين الذين ترددوا في المشاركة في الجهاد أثناء غزوة تبوك، ثم تابوا إلى الله تعالى وقُبلت توبتهم.
- تقع سورة التوبة في المرتبة التاسعة ضمن ترتيب القرآن الكريم.
- سورة التوبة هي سورة مدنية وتحتوي على 192 آية.
- تناولت السورة العديد من الأحداث المتعلقة بغزوة تبوك، المعروفة بغزوة العسرة بسبب الصعوبات الكثيرة التي واجهها المسلمون.
- تطرقت سورة التوبة لموضوع بالغ الأهمية.
- وهو مصارف الزكاة التي تشغل اهتمام كثير من المسلمين.
- ذكرت السورة أيضًا قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ألقاب سورة التوبة التي لا تبدأ بالبسملة
توجد العديد من الألقاب التي أُطلقت على سورة التوبة، منها:
- المخزية.
- الحافرة.
- الفاضحة.
- العذاب.
- المدمدمة.
- المقشقشة.
- براءة.
سبب نزول سورة التوبة التي لا تبدأ بالبسملة
- رُوي عن البخاري أن البراء بن عازب قال إن سورة التوبة هي السورة الأخيرة التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- أشار الحافظ ابن كثير إلى أن بداية سورة التوبة نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عقب عودته من غزوة تبوك.
- وقد بعث أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى الحج في هذا العام ليكون أميرًا على الحج، مما سمح للمسلمين بأداء مناسكهم.
- ثم أرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى أبي بكر ليبلغه بما جاء في أحكام سورة التوبة.
- كما نزلت هذه السورة في السنة التاسعة من الهجرة.
- وهي السنة التي سافر فيها النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهة الروم.