تعريف الإلهام

سنسلط الضوء في هذه المقالة على الفرق بين الإلهام في اللغة وما يُفهم منه اصطلاحًا:

  • الإلهام في اللغة: يُشير إلى ما يُلقى في النفس، كما جاء في قوله تعالى: “فألهمها فجورها وتقواها”. ويستند مفهوم الإلهام إلى أصل ‘التهام’، حيث يعني الاستيعاب الكامل لشيء ما.

    • إذًا، فالإلهام هو ما يُوضع في النفس ويؤثر على مجمل تفكير الإنسان.
  • الإلهام اصطلاحًا: يُعرف بأنه ما يُعزز به الله تعالى نفس الإنسان على الفعل أو الترك.

    • يُعتبر نوعًا من الوحي، حيث يخص الله به من يشاء من عباده.
    • ويرى بعض العلماء أن الإلهام قد يتضمن ما يُحدثه الله عز وجل في قلب الإنسان، أو ما يُدخل من الشيطان، وهو ما يُعرف بإلهام النفس بالسوء.

تعريف الكشف

يلتبس لدى البعض تعريف الإلهام مع الكشف، ولذلك سنوضح هنا تعريف الكشف في اللغة والمعنى الاصطلاحي:

  • الكشف في اللغة: وفقًا للجرجاني، يعني الكشف رفع الحجاب.
  • الكشف اصطلاحًا: يرى ابن تيمية أن الكشف هو ما يُلقى في النفس بعد تجريدها من أي مؤثرات شهوانية، حيث ينفتح الشخص على المعاني الغيبية خلف الحجاب.

الفرق بين الإلهام والكشف

يتجلى لنا من التعريفات السابقة الفروق الأساسية بين الإلهام والكشف، ويمكن تلخيص هذه الفروقات كما يلي:

  • الكشف يُعتبر منحة إلهية لأولياء الله الصالحين المخلصين في عبادتهم، بينما الإلهام قد يكون من الله للمتقين والمخلصين.
    • كما يمكن أن يكون الإلهام وسوسة للشيطان يحاول إغواء الإنسان الغافل نحو الفجور.
  • الإلهام يتضح من خلال الفعل أو الترك والتبليغ، بينما الكشف يتعلق بالفعل وتركه، وقد يتضمن الاطلاع على حقائق غيبية لا يستطيع الإنسان معرفتها بمجهوده الذاتي.
  • الإلهام مرتبط بالوحي الذي يُرسله الله تعالى إلى أنبيائه، في حين أن الكشف يمكن أن يحدث دون وجود وحي.

وجهة نظر العلماء حول حجية الإلهام

لا يوجد خلاف بين العلماء بشأن إلهام الأنبياء من قبل الله، إلا أن الخلاف يظهر فيما يتعلق بالإلهام للأشخاص المسلمين، إذ تختلف الآراء حول حجية هذا الإلهام إلى ثلاثة اتجاهات:

  • بعض العلماء أكدوا حجية الإلهام بشكل مطلق، مثل بعض الصوفية والحنفية.
  • مجموعة أخرى نفت حجية الإلهام بالكامل، ومنهم الشعراني والنسفي والألوسي وابن السبكي.
  • فئة ثالثة اعتدلت بين النفي والإثبات، حيث أكدت عدم إنكار أصل الإلهام وشروط جواز العمل بالهام وهي:
  1. أن لا يوجد دليل شرعي يدعم هذه المسألة لا في الكتاب ولا في السنة.
  2. أن يكون الأمر في نطاق المباحات.
  3. أن يكون المُلهم له الحق الخاص دون دعوة الآخرين للعمل بما تم إلهامه به.

حجية الكشف

يرى ابن تيمية أن الكشف ليس دليلاً مستقلاً، بل هو أحد الأدلة subordinate، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه مستقلًا كدليل صحيح، وقد أشار إلى أن الشذوذ في الكشف يتضح في ثلاث حالات:

  • إذا كان الكشف مخالفًا للسنة أو الكتاب.
  • إذا تعارض مع العقل.
  • إذا كان مناقضًا للواقع الحسي البين.

الفرق بين الإلهام الرباني ووسوسة الشيطان

هناك تباين واضح بين الإلهام الرباني ووسوسة الشيطان، وللتأكيد نقدم الفرق بينهما من خلال الآيات القرآنية التالية:

الإلهام الرباني

  • إلهام الملائكة: “إذ يوحى ربك إلى الملائكة أني معكم” سورة الأنفال الآية 12.
  • إلهام الحيوانات: “وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون” سورة النحل الآية 68.
  • إلهام الجماد: “يومئذ تحدث أخبارها” “بأن ربك أوحى لها” سورة الزلزلة الآية 4،5.

وسوسة الشيطان

  • وسوسة الشياطين للبعض: “كذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً” سورة الأنعام الآية 112.
  • وسوسة الشيطان أوليائه: “وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون” سورة الأنعام الآية 121.

إشارة

  • من شخص لآخر: “كنبي الله زكريا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا” سورة مريم الآية 11.

تعريف الوحي

  • الوحي في اللغة وفقًا لابن فارس يعني كل ما يُلقيه شخص لآخر ليتمكن من معرفته، ويعتبر وحيًا أيًا كان.
  • من الشائع أن يكون الوحي سرًا وسريعًا، وكما كان العرب يعتبرون الموت المفاجئ بمثابة وحي.
  • أما الوحي الموجه للأنبياء فهو رسالة معنوية تُرسل إليهم عبر الاتصال بالغيب بأمر من الله سبحانه وتعالى.
  • فالرسول هو الشخص المعني بالرسالة التي تصل إليه خلال هذا الاتصال.