الثرى
يُستخدم مصطلح الثرى في بعض التفاسير ككناية تُعبر عن عمق الفهم والرؤية في الأمور المرتبطة بالطبيعة، سواء كانت هذه الأمور علويّة أو سفليّة. أما في اللغة، فتعني كلمة الثرى (التراب المبلل)، وقد تشير أيضاً إلى أعماق الأرض وباطنها.
ومن المقولات العربية:
شهرٌ ثرى وشهرٌ تَرى وشهرٌ مرعى وشهرٌ استوى
يقصدون في قولهم هذا أن المطر يتساقط في البداية، مما يجعل الأرض تنبت نباتها وتزداد خصوبتها لتُغذّي الماشية بعد أن تُنتج ثمارها. في هذا السياق، يُشير الثرى إلى المطر الذي يروي الأرض ويغذيها، مما يجعل التربة رطبة وطرية. وهكذا، فإن معنى الثرى يُرمز إلى (التربة اللينة).
الثريّا
تعتبر الثريّا من أبرز عنقود النجوم المفتوحة وأكثرها لمعاناً، وتقع ضمن كوكبة الثور. يتكوّن هذا العنقود من مجموعة من النجوم الزرقاء الساخنة التي وُلدت من سحابة جزيئية منذ أكثر من مئة مليون عام. يُمكن رؤية هذا العنقود بالعين المجردة، حيث تصل شدة لمعانه، المعروفة بـ(القدر الظاهري)، إلى حوالي واحد فاصلة ستة بحسب عالم الفلك الإغريقي كلاوديوس بطليموس، حيث يُمكن للأشخاص تمييز ما بين ستة إلى ثمانية من نجوم هذا العنقود بالعين المجردة.
تم التعرف على هذا العنقود منذ العصور القديمة، وذُكِر كثيراً في كتابات الفلكيين القدماء. كان العرب القدماء يعتبرون الثريّا رمزاً للسحر والجمال، في حين نسج الإغريق العديد من الأساطير حول هذا العنقود، حيث تخيلوه كعائلة من الأخوات.
يمتد عنقود الثريّا في السماء على مساحة تبلغ درجتين على الأقل، مما يعادل أربعة أضعاف المساحة التي يشغلها القمر (البدر). إلا أن الكثافة النجميّة فيه أقل مقارنة بالعناقيد المفتوحة الأخرى، حيث يحتوي هذا العنقود على أكثر من خمسمئة نجم، مفصولة عن بعضها بمسافة تقارب بعد الشمس عن الأرض.
تنتشر هذه النجوم في مساحة تزيد عن خمسين سنةً ضوئية، بينما يبعد عن كوكب الأرض حوالي 440 سنة ضوئية. تُعرف هذه العناقيد بتجمعاتها النجمية المفتوحة، نظراً لتباعد النجوم عن بعضها البعض. سُمّيت هذه المجموعات في الميثولوجيا الإغريقية تيمناً بنات أطلس السبع، اللواتي حولتهن الآلهة إلى نجوم.
الفرق بين الثرى والثريّا
كثيرا ما نسمع عبارة “شتّان ما بين الثرى والثريا”، حيث تُستخدم هذه العبارة للمقارنة بين أمرين أو شخصين لا يشتركان في أي صفة. تهدف تلك العبارة إلى التأكيد على المسافة الفاصلة التي تجعل المقارنة مستحيلة، مثل بُعد النجوم في السماء، التي يُشير إليها مجازاً بـ”الثريّا” للدلالة على العلو، السمو أو العظمة.
بينما يُشير مصطلح الثرى إلى تراب الأرض، مما يعكس الدونية كنوع من التحقير أو الاستهزاء. لذا، يتضح معنى الفرق بين الثرى والثريّا الذي يتداوله الناس في العديد من المقارنات التي تبرز التباين بين العلو والدونية، وبُعد الأشياء عن بعضها.