قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة”، لذا فإن الصلاة في الروضة الشريفة تُعتبر بمثابة الصلاة في الجنة. ومن المعروف أن الأرض التي سجد عليها المسلم تشهد له يوم القيامة.
تخيلوا مدى شرف السجود في روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن هذه البقعة الشريفة تشهد لك يوم القيامة. في هذا المقال، سنتناول أهمية الصلاة في الروضة وأثرها الروحي، فتابعونا.
حكم الصلاة في الروضة
- تعتبر الصلاة في الروضة الشريفة من أعظم القربات، إذ تشهد لك الجنة في الآخرة.
- فقد سجدت في روضة رسول الله، أي في مكان يُعد روضة من رياض الجنة كما وصفها النبي.
- نسأل الله أن يُكرمنا وإياكم بزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نُؤدي الصلاة والسجود والدعاء في روضته الشريفة.
- لهذا المكان هيبة وقدسية كبيرة، لأنه يتواجد بجوار قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- ومع ذلك، هناك ممارسات غير محبذة قد تُزعج البعض، مثل التدافع والمزاحمة، مما يسبب قلقًا للكثيرين.
- وهذا يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي التي تُحذر من الأذى، كما قال الله تعالى: “لا ضرر ولا ضرار”.
- من غير المقبول ممارسة أفعال محببة لله سبحانه وتعالى وما يتعلق بها دون مراعاة المشاعر ولو من باب الأدب.
- وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله حول استحباب الصلاة في الروضة عن الإمام أحمد في مناسك المروذي.
- تتضمن الروضة المساحة بين بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجرة السيدة عائشة رضي الله عنها ومنبر الرسول.
- تشمل الروضة أعمدة وأسطوانات، بالإضافة إلى حاجز ذهبي مصنوع من النحاس.
- يُقبل العديد من الزوار على الروضة الشريفة لزيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء، وهو أمر جائز.
- لكن من غير الجائز طلب الشفاعة من الرسول دون الله، والأفضل أن يلتمس العبد من الله وحده.
- أيضًا، يجب تجنب التمسح بالأقمشة بهدف التبرك، فهذا يعد بدعة.
- ينبغي أن يكون الهدف من الزيارة هو رؤية قبر النبي وإلقاء السلام عليه والصلاة والدعاء في الروضة.
للمزيد من المعلومات:
الآثار الإيجابية لزيارة الروضة الشريفة
- تترك زيارة روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم آثارًا رائعة على النفوس.
- فقد وردت في المدائح النبوية آثارٌ طيبة تُصاحب المسلمين عند رؤيتهم لهذا المكان والجلوس فيه.
- تشجع هذه الزيارة على مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذكر شوقنا لرؤيته.
- كما تُعبر عن محبتنا له ولصحابته وما يتمتعون به من مكانة عالية.
- تشعر المؤمن بعظمة وهيبة مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الآداب المستحبة عند زيارة الروضة والقبر
- هناك آداب هامة مُستندة إلى التعاليم التي ذكرت في سورة الحجرات.
- يقول الله تعالى:
- ”يأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبطَ أعمالُكم وأنتم لا تشعرون”.
- تشير هذه الآيات إلى أن رفع الصوت أثناء السلام أو الدعاء أمام رسول الله قد يؤدي إلى إحباط الأعمال.
- يُستحسن الخشوع في حضرة الرسول، حيث إن ذلك يساعد في تقبل الأعمال.
- عند الدعاء في الروضة، من المحبذ استقبال القبلة والدعاء بصوت منخفض.
- ينبغي أن يكون الدعاء موجهًا لله وحده وليس للرسول مباشرةً.
- فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم التوسل إلا بالله وبأسمائه الحسنى.
- قال: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها”.
- يجب أن تُمارس هذه الآداب التي علمنا إياها رسول الله، كما وردت في سورة الحجرات.
الأفعال المستحبة في الروضة
- عند زيارة الروضة، يجب على المسلم أولًا زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- توجد أدعية يُفضل قولها عند زيارة قبر وروضة سيدنا محمد، منها:
- عند الوقوف أمام القبر، ينبغي التحلي بالهيبة والوقار.
- ثم يبدأ بالصلاة الإبراهيمية، وبعدها يقول:
(أشهد أنك رسول الله حقًا، وأنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة وجاهدت في الله حق جهاده فجزاك الله عن أمتك أفضل ما جزى نبيًا عن أمته).
- ثم يبدأ بالصلاة الإبراهيمية، وبعدها يقول:
- من المقبول أيضاً إلقاء السلام بصيغ مختلفة، ومن أفضلها:
- (السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته).
-
- من الأفضل أن شامل آل الرسول وصحابته، فيقول: (صلى الله وسلم عليك وعلى أهلك واصحابك وجزاك الله عن أمتك) وأن يدعو له.
- تعتبر هذه الأدعية بداية الدعاء في الروضة بعد الثناء على الله سبحانه وتعالى.
- كل دعاء يبدأ بالصلاة على رسول الله وينتهي بالصلاة عليه فهو مستجاب بإذن الله.
- بعد الانتهاء من زيارة قبر رسول الله، يجب الاتجاه إلى اليمين.
- بهذا الشكل يكون المسلم أمام قبر الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليُلقي عليه السلام:
- (السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته رضي الله عنك، وجزاك عن أمة محمد خيرًا).
- ثم يتجه لاحقًا يمينًا، ليكون أمام قبر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
- (السلام عليك يا عمر، السلام عليك يا أمير المؤمنين، رضي الله عنك وجزاك عن أمة محمد خيرًا).
- بعد ذلك يمكن الدعاء بما تيسر، ثم الانتقال إلى الروضة، واستقبال القبلة، وأداء الصلاة بما يُتاح له.
- ثم يدعو الله بما شاء مع مراعاة آداب الدعاء التي ذُكرت سابقًا.
فضل الصلاة في الروضة
- يُفضل زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة، خاصة في روضته الشريفة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، المسجد الأقصى، ومسجدي هذا”.
- فالصلاة الواحدة في المسجد النبوي تُعتبر كألف صلاة، وفي المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة.
- إن هذه المساجد قد شرفها الله عن غيرها.
- وخصوصًا مسجد رسول الله الذي يتميز بأنه يحتوي على روضة من رياض الجنة.
- كما ورد في حديث أبي هريرة: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي”.
- وقد ذكر الإمام محمد متولي الشعراوي طيب الله ثراه، أنه عندما سأله أحد الناس عن شعوره بالراحة في المسجد النبوي أكثر من الحرام، قال:
- (إن المسجد الحرام فيه الجلال والهيبة، بينما المسجد النبوي الشريف يمتاز بالجمال والسكينة).
- لذا نجد أن المسجد الحرام ينبض بالجلال، بينما المسجد النبوي يعكس الجمال.
- في مكة تشعر بالهيبة، وهذا مرتبط بجلاّل بيت الله الحرام، بينما في المدينة تزداد جمالًا بفضل قبر رسول الله وروضته.